كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ §أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلَاقِهَا فَلَمَّا أَتَاهَا جَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ كِتَابَهُ وَاصْطَفَاكَ عَلَى خَلْقِهِ لِمَ طَلَّقْتَنِي؟ أَلِمَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا فِيَّ؟ قَالَ: «لَا» قَالَتْ: فَإِنِّي أَنْشُدُكَ بِمِثْلِ الْأُولَى أَمَا رَاجَعْتَنِي وَقَدْ كَبِرْتُ وَلَا حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرَاجَعَهَا النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي لِعَائِشَةَ حِبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم كَانَ أَرَادَ فِرَاقَ سَوْدَةَ فَكَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا بِي عَلَى الْأَزْوَاجِ حِرْصٌ وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْعَثَنِيَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ زَوْجًا لَكَ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سَوْدَةَ §كَانَتْ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سُمَيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: «§مَا مِنَ النَّاسِ امْرَأَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ إِلَّا أَنَّهَا امْرَأَةٌ فِيهَا حَسَدٌ»
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " قَالَتْ سَوْدَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: صَلَّيْتُ خَلْفَكَ الْبَارِحَةَ فَرَكَعْتَ بِي حَتَّى أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ قَالَ: §فَضَحِكَ وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الْأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ "
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: اجْتَمَعَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم -[55]- ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا أَسْرَعُ لَحَاقًا بِكَ قَالَ: «§أَطْوَلُكُنَّ يَدَا» فَأَخَذْنَا قَصَبَةً نَذْرَعُهَا فَكَانَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ أَطْوَلَنَا ذِرَاعًا قَالَتْ: وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَسْرَعَنَا بِهِ لَحَاقًا فَعَرَفْنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّمَا كَانَ طُولُ يَدِهَا الصَّدَقَةَ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ وَهَلْ فِي سَوْدَةَ وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَهِيَ كَانَتْ أَوَّلَ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لُحُوقًا بِهِ وَتُوُفِّيَتْ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَبَقِيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فِيمَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَوْدَةَ تُوُفِّيَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا الثَّبَتُ عِنْدَنَا
الصفحة 54