كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 8)

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: §دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمًا وَأَنَا أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ , فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟» فَقُلْتُ: خَيْلُ سُلَيْمَانَ , فَضَحِكَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§تَزَوَّجَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ , وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَيْطَةَ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا سُئِلَتْ: مَتَى بَنَى بِكِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بَنَاتِهِ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَيْنَا زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلَاهُ , وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِي بَكْرٍ، يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ، وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ الدِّيلِيَّ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَحْمِلَ أَهْلَهُ أُمِّيَ أُمَّ رُومَانَ وَأَنَا وَأُخْتِيَ أَسْمَاءَ امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجُوا مُصْطَحِبِينَ. فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قُدَيْدٍ اشْتَرَى زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِتِلْكَ الْخَمْسِمِائَةِ ثَلَاثَةَ أَبْعِرَةٍ، ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ مَكَّةَ جَمِيعًا , وَصَادَفُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ بِآلِ أَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجْنَا جَمِيعًا وَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، وَحَمَلَ زَيْدٌ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِأُمِّ رُومَانَ وَأُخْتَيْهِ، وَخَرَجَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَاصْطَحَبْنَا جَمِيعًا , حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبِيضِ مِنْ مِنًى -[63]- نَفَرَ بَعِيرِي وَأَنَا فِي مِحَفَّةٍ , مَعِي فِيهَا أُمِّي، فَجَعَلَتْ أُمِّي تَقُولُ: وَابِنْتَاهُ وَاعَرُوسَاهُ حَتَّى أَدْرَكَ بَعِيرُنَا وَقَدْ هَبَطَ مِنْ لِفْتٍ فَسَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ إِنَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ مَعَ عِيَالِ أَبِي بَكْرٍ وَنَزَلَ آلُ رَسُولِ اللَّهِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ يَبْنِي الْمَسْجِدَ وَأَبْيَاتَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ فِيهَا أَهْلَهُ، وَمَكَثْنَا أَيَّامًا فِي مَنْزِلِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَنْ تَبْنِيَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§الصَّدَاقُ» . فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصَّدَاقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، فَبَعَثَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْنَا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ فِي بَيْتِي هَذَا الَّذِي أَنَا فِيهِ وَهُوَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ بَابًا فِي الْمَسْجِدِ وِجَاهَ بَابِ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَبَنَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِسَوْدَةَ فِي أَحَدِ تِلْكَ الْبُيُوتِ الَّتِي إِلَى جَنْبِي. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَكُونُ عِنْدَهَا

الصفحة 62