كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 8)

المجلد الثامن
كِتَابُ الزَّكَاةِ
بَابُ جَمْعِ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُوعِيَ الْمَرْءُ بَعْضَ مَالِهِ إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا يُوعِي عَلَى مَنْ جَمَعَ مَالَهُ فَأَوْعَى
...
11- كِتَابُ الزَّكَاةِ
1- بَابُ جَمْعِ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ أَنْ يُوعِيَ الْمَرْءُ بَعْضَ مَالِهِ إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا يُوعِي عَلَى مَنْ جَمَعَ مَالَهُ فَأَوْعَى
3209 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، (1) عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتْ إِذَا أَنْفَقَتْ شَيْئًا تُحْصِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْفِقِي وَلَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ، وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ" (2) .
__________
(1) من قوله "حدثنا عبيد " إلى هنا سقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم " 2/لوحة 139، لكن وقع فيه زيادة " الهبار" بين "أبي" و "أسامة" وهو خطأ، والصواب " عن عبيد بن إسماعيل الهبار عن أبي أسامة"، فإن " يالهبار" من صِلَةِ عبيد بن إسماعيل، فقد جاءت نسبته في كتب التراجم "الهباري".
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الصحيحين غير عبيد بن إسماعيل، فمن رجال البخاري وأخرجه أحمد 6/345و 346و 354، والبخاري "1433" في الزكاة: باب التحريض على الصدقة والشفاعة فيها، و"2591" في الهبة: باب هبة المرأة لغير زوجها، ومسلم "1029" في الزكاة: باب الحث على الإنفاق وكراهة الإحصاء، والنسائي 5/73- 74 في الزكاة: باب الإحصاء في الصدقة، وفي عشرة النساء، كما في " التحفة" 11/242، والطبراني في "الكبير" 24/ "337" و "338" و:339"، والبيهقي 4/186-187، والبغوي "1655" من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري "1436" من طريق ابن أبي مليكة، عن عباد بن عبد الله ابن الزبير، عن أسماء.
وأخرجه عبد الرزاق "20056" من طريق ابن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر ... فذكر نحوه. وانظر "3346".
قوله "ولا تُوعي" أي: لا تمنعيه بلإيعاء والإدِّخار، أي: لا تمنعي ما في يدك، فتنقطع مادةُ بركة الرزق عنك، فإن مادَة الرزق متصلة باتصال النفقة، ومنقطعةٌ بانقطاعها.
قال البغوي في "شرح السنة" 6/192: وفيه وجه آخر: أن صاحب البيت إذا أدخل الشيءَ بيتَه، كان ذلك في العرف مفوِّضاً إلى ربَّة المنزل، فهي تُنفق منه بقدر الحاجة في الوقت، وربما تدَّخِر الشيءَ منه لِغابر الزمن، فكأنه قال: إذا كان الشيء مفوَّضاً إليك، وموكلاً إلى تدبيرك، فخذي قدر الحاجة للنفقة، وتصدقي بالباقي ولا تدَّخِري.

الصفحة 5