كتاب مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل - الفكر (اسم الجزء: 8)

يبتغ إن شهر عدلاً بمجرد شكية وليبرأ عن غير سخط، وخفيف تعزير بمسجد لا حد، وجلس به
__________
قلت: في عدم نفوذ عزله نظر؛ لأنه يؤدي إلى لغو توليته غيره فيؤدي ذلك إلى تعطيل أحكام المسلمين، انتهى. ص: (ولم ينبغ إن شهر عدلا بمجرد شكية) ش: مفهوم قوله: "إن شهر عدلا" أن غير المشهور عدالته يعزل بمجرد الشكية. وحكى ابن عرفة فيه ثلاثة أقوال ونصه: وعزله بالشكاية به إن لم يكن مشهورا بالعدالة في وجوبه بها أو الكتب إلى صالحي بلده ليكشفوا عن حاله فإن كان على ما يجب وإلا عزل ثالثها: إن وجد بدله وإلا فالثاني للشيخ عن أصبغ وغيره ومطرف، انتهى. ص: (وخفيف تعزير بمسجد) ش: قال في التوضيح: قال مالك: كالخمسة الأسواط والعشرة، انتهى. ص: (لا حد) ش: قال في المدونة: ولا يقيم في المسجد الحدود وشبهها. أبو الحسن:؛ لأن في ذلك إهانة له والله يقول: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور: من الآية36] وقوله: "وشبهها" يعني التعزيرات الكثيرة، انتهى. وقال ابن الحاجب: ولا تقام الحدود في المسجد، قال في التوضيح: هو محتمل للمنع؛ لأنه ذريعة إلى أن يخرج منه ما ينجس المسجد والكراهة تنزيها له، انتهى.. ص: (وجلوس به) ش: قال ابن عبد السلام: الأقرب في زماننا اليوم الكراهة وتبعه في التوضيح وقال في الذخيرة: قال اللخمي: الرحاب أحسن؛ لأن المسجد ينزه عن الخصومات، قال صاحب المنتقى: المستحب الرحاب الخارجة عن المسجد ثم ذكر الخلاف، ثم قال: قال صاحب المقدمات: يستحب جلوسه في الرحاب الخارجة عنه فوافق الباجي واللخمي ولم يحك خلافا وكلام الباجي وابن رشد هذا يدل على أنهم فهموا أن المشهور ما قالوه ويعضده قوله: "كل من أدركته من القضاة لا يجلسون إلا في الرحاب" فدل على أن العمل على ذلك، والعمل عنده مقدم، انتهى.

الصفحة 103