كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري (اسم الجزء: 8)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

74 - كِتَابُ الأَشْرِبَةِ

1 - [باب] وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ساقطة من نسخة. (كتاب: الأشربة) أي: بيان ما يحل منها وما يحرم. (وقول الله تعالى) بالجر عطف على (الأشربة)، ذكر في نسخة الآية بتمامها، وفي أخرى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ} الآية" ({الخمر}) هو المعتصر من العنب إذا غلا وقذف بالزبد {وَالْمَيْسِرُ} أي: القمار. ({وَالْأَنْصَابُ}) أي: الأصنام. ({وَالْأَزْلَامُ}) أي: القداح، كانوا إذا أردوا أمرًا عمدوا إلى قدح ثلاثة مكتوب على واحد منها: أمرني ربي، وعلى الآخر: نهاني ربي، والثالث: عقل فإن خرج الأمر مضوا لحاجتهم، أو النهي أمسكوا، أو عقل أعادوا (¬1). ({رِجْسٌ}) أي: قذر أو نجس. ({فَاجْتَنِبُوهُ}) أي: الرجس، أو عمل الشيطان

5575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: "مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ".
[مسلم: 2003 - فتح 10/ 30]
¬__________
(¬1) ذكر ذلك السيوطي في: "الدر المنثور" 2/ 566 وعزاه لأبي الشيخ عن سلمة وهرام.

الصفحة 639