كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

الفصل الثاني الحشرات
1 - الذباب:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه (أي اغمسوه) فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء». وقد أثبتت البحوث الطبية أن أحد جناحي الذباب يحمل نوعا من الفطريات التي تفرز أحيانا مضادة شديدة المفعول هي الكارامايسين ( garamycin) ضد الجراثيم البروسنتاريا والتيفوئيد والباراتيفوئيد والكوليرا والتيتانيوس والتراكوما والسل وكلها أمراض فتاكة يتسبب الذباب في نشرها «1».
وإذا أخذنا إعجازا آخر يخص الذباب أيضا، فلنستمع إلى قول اللّه تعالى في سورة (الحج: 73):
يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً ولَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ والْمَطْلُوبُ (73)، لاحظ التحدي القرآني في كون أن الذباب إذا ما أخذ شيئا من طعام أو صحة لا يمكن استرجاعها منه. وقد يقول قائل لما ذا اختار الذباب هنا؟، وكيف لا يمكننا استرجاع طعام بعد التهامه من قبل أي حيوان أو إنسان، والمعلوم أن الفترة الزمنية بين الالتهام والهضم تمكن المشرح من أن يجري عملية للملتهم ويستخرج الطعام قبل هضمه؟
______________________________
(1) هذا الحديث بالذات كان محل استهزاء الكثير من الأوساط العالمية ومنها الإسلامية، وقد استغلت الأوساط المعادية للإسلام هذا - الحديث للتشهير بالإسلام ورسوله ودفعت إلى كبار علماء بايولوجيا الحشرات المكافآت الكبيرة والجوائز المغرية لنشر بحوث تدل على - عكس ما جاء به الحديث، فما ذا كانت النتيجة؟ .. كانت النتيجة أن العالم الألماني الذي كلف بهذا الأمر اكتشف فعلا أن في جناح الذبابة بكتريا تمنع إصابة الذبابة بالجراثيم التي تحملها وتحول هذا الاكتشاف إلى بكتريا تخمر الحليب وحصل من جرائه على جائزة نوبل. ومنذ ذلك الوقت عرفت الخميرة بالمفهوم العلمي الحديث. وقد قامت ألمانيا بتقنين هذا الحديث منذ العام 1917 م وتحويل الاكتشاف إلى دواء تباع العلبة منه ب 800 مارك ألماني فقط.

الصفحة 10