كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

ترى ما وجه التشبيه إذن بين هذه الحالة وحالة خروج الموتى يوم القيامة؟! ... معلوم أن الناس يحيون فيأكلون ويشربون ويتغذون من ضمن فعالياتهم الحياتية المختلفة، ثم يموتون فيدفنون. والميت يلف بكيس من قماش معين أبيض اللون يسمى الكفن، (3 طبقات للرجل و5 طبقات للمرأة)، ويوم القيامة بعد نفخة الصور الثانية ينزل مطر كأنه الطل أو الظل كما جاء في الحديث الشريف لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يدخل في المادة الوراثية لعجب الذنب - العظم السميك في مؤخرة العمود الفقري الذي يعرف بالعصعص وكما سنفصل في الكتاب الأخير من هذه السلسلة كتاب آخر الزمان - فتعود الصفات الوراثية للجسد ويعود الجسم للتكون عظما ثم لحما، واما الروح فهي طاقة تعود بإذن ربها لتتزوج بالجسد المتكون وإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)، (التكوير: 7). ثم يخرج الناس من قبورهم استعدادا للحساب:
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68)، (الزمر: 68). ومن الطبيعي أن يمزق الناس أثناء قيامهم بعد عودة الروح لهم الكيس أو الكفن، وهذا القيام يكون من كل حدب وصوب فيكون حال الناس كحال تلك الفراشات الطائرة المنتشرة.
فسبحان من خلق فصور، وجعل فقدّر، وأنزل من القرآن ما سبق به علوم المتأخرين من البشر ...
اللهم ارحمنا يوم ننزل في القبر .. ويوم نخرج للحشر ..
اللهم ارحمنا فوق الأرض .. وارحمنا تحت الأرض .. وارحمنا يوم العرض ...
اللهم آمين.
وهكذا نرى أن الاكتشافات تتوالى في عالم الحيوانات والحشرات بالذات، فمنها تستخرج الأدوية والعقاقير ومواد صناعية كثيرة. وحتى الحشرات التي نراها ضارة من وجهة النظر السطحية فإن لها دورة رسمها اللّه لها في التوازن الطبيعي، وكذلك لفائدة بني البشر، فالخنافس والصراصير والعناكب السامة وحتى العقارب لها فوائدها الطبية.
وآخر ما اكتشف في هذا المجال في السنة الأخيرة من الألفية الثانية للميلاد من قبل فريق طبي مسلم أمريكي في مدينة بنماسيتي وبعد بحوث عديدة أن سم العقرب يشفي

الصفحة 24