كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

الفصل الثالث الحيوانات
1 - الهدهد:
في قصة الهدهد مع سيدنا سليمان عليه السلام والتي بينها القرآن الكريم، كان الهدهد مسئولا عن نقل الأخبار إلى سيدنا سليمان عليه السلام، وكان لسبب استخدامه بدلا من الحمام سرا إذ أثبتت التجارب العلمية الحديثة أنه أسرع وأذكى وأقوى بصرا وأكثر تحملا من الحمام في عمليات استخدامه لنقل الرسائل والأخبار، كما وأثبتت أن له القابلية على التحسس النائي لمناطق وجود المياه في الصحراء.
لقد أخبر القرآن الكريم أن لهذا الهدهد غيرة على دين اللّه تعالى أين منها غيرة رجال كثيرون في عصرنا هذا، إذ كبر مقتا عند هذا الطائر الجميل الرقيق أن يرى قوما يتخذون آلهة من دون اللّه تعالى، فقبل أن يتحمل عقوبة تخلفه عن التعداد اليومي لجيش سيدنا سليمان عليه السلام على أن يترك أمر هؤلاء الضالين، فتأمل أخي الكريم أية معان نستخلصها من هذا الدرس القرآني الرائع!.
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَاتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ولَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ ويَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وما تُعْلِنُونَ (25)، (النمل) ..

الصفحة 26