كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
المقدمة
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل وأشرف رسله وأنبيائه سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلّم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذا هو لقاؤنا الثامن معكم في سلسلتنا (ومضات إعجازية)، لنتكلم فيه عن السبق القرآني في مجال مهم آخر وهو عالم الحيوان وأسراره.
كان للسبق القرآني والنبوي في هذا العلم، ولرحمة نبي الإسلام صلى اللّه عليه وسلّم ورفقه بالحيوان الحديث العجب مما سنذكر، بل إن إحدى المعجزات التي كانت وراء سلامة المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم ورفيق دربه أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه في غار ثور أثناء هجرتهما، حمامة في عشها وعنكبوت ناسج خيوطه على باب المغارة موهت على الكافرين ومنعتهم من الحصول على غايتهم الدنيئة بقتله صلى اللّه عليه وسلّم ورفيقه.
ذكرت حشرات وحيوانات عديدة في الكتاب العزيز شرحنا بعضها في كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، من أوجه عدة تتعلق بعلوم الحيوان، وكذلك الاستفادات الهندسية والتطبيقية من موادها في حياتنا العملية. ولكننا نفصل أكثر فيما يتعلق بالسبق القرآني في عالم الحيوان حصرا في كتابنا هذا.
إن ورود سور مباركة عديدة تحمل أسماء النحل والنمل والعنكبوت والأنعام والفيل والبقرة، وضرب أمثلة عديدة بالذباب والبعوض والطيور بأنواعها كالهدهد والغراب والجوارح والأسماك والحيتان وغيرها وكذلك بالنسبة للحيوان كالإبل والكلب والخنزير وغيرها، لتأكيد من اللّه تعالى على أهمية هذا العالم الواسع عالم الحيوان والحشرات.
وكما هو متوقع يسبق القرآن الكريم علمنا التطبيقي الحديث في تفاصيل علمية غاية في التعقيد في علوم البيطرة والتشريح الحيواني، ما كان لنا أن نتوصل إليها لو لا التطور التقني الهائل في أجهزة الرصد والفحص، فكيف يمكن أن تكون موجودة قبل 14 قرنا من الزمان؟، إنه الكون المقروء، كتاب اللّه المعجز - القرآن المذهل - كما سماه أحد علماء الرياضيات الأمريكان الذي أسلم.

الصفحة 3