كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ ولا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)، (سورة الأنعام: 145). وقد ورد تحريم لحم الخنزير أيضا في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها على سبيل المثال ما رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إن اللّه عز وجلّ حرم الخمر وثمنها، وحرم الميتة وثمنها، وحرم الخنزير وثمنه» .. والآن لنتعرف على بعض صفات هذا الحيوان، لنعلم الحكمة الإلهية في تحريم لحم الخنزير: ورد في الموسوعة البريطانية الصغيرة ( Micropedia) أن الخنازير تعيش في قطعان، والخنزير هو الحيوان الوحيد في فصيلة الحافريات (أي الحيوانات ذات الأظلاف) الذي لا يغار على حدوده، ولا يدافع عنها، ويعيش الخنزير في مسكن لا يعبأ بتحديد حدود له، ويأكل ويشرب ويناكح في مكانه، وإذا هوجم ترك المكان بدون أدنى مقاومة!! ولا يدافع عنه، كما أنه لا يدافع عن إناثه أو صغاره إذا هوجمت هي الأخرى، بل يتركها وشأنها!! ومن هذا فهو سبة عند جميع الشعوب، حتى تلك التي تربي الخنازير، وتعني بها، وتهيئ لها أفضل أنواع الرعاية البيطرية والغذائية. والآن نعرض لأبرز ما كشفه العلم حديثا من أضرار صحية، وأخطار طبية لأكل لحم الخنزير، في فروع علمية عديدة: تقوم الخنازير بنقل أكثر من 66 مرضا من الأمراض الطفيلية، منها 30 مرضا - على الأقل - يصيب الإنسان ... وهي أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان، منها ما تسببه الطفيليات الأولية من أمراض ك (مرض النوم، والتركسوبلازما) ... ومنها ما تسببه الديدان المفلطحة ك (البلهارسيا اليابانية، وداء ذات الأفواه المشوكة) ... ومنها ما تسببه الديدان الأسطوانية (الخيطيات) مثل (داء الشعريات الشوكية ذات الفكين، ومرض التركينا، ودودة الرئة الخنزيرية ودودة المريء الخنزيرية، ودودة الكلى الخنزيرية) ...
ومنها ما تسببه الديدان الشريطية ك (الحويصلات الخنزيرية، ودودة الخنزير الشريطية)، ومنها ما تسببه الطفيليات الخارجية كالجرب. كما أن هناك أنواعا خطيرة من الأمراض الفيروسية تنقلها الخنازير للإنسان، كالحمى القلاعية، والحمى الصفراء، والأنفلونزا الخنزيرية، والحمى الدماغية اليابانية، والتهاب السحايا الليمفاوي،

الصفحة 37