كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

أصل النجاسة وعلتها هو فم الكلب وأنفه التي هي منبع الداء، وجسمه يتلوث كلما مسه بفمه وأنفه. لعاب الكلب يسبب مرض داء الكلب الفتاك، وإذا ما ولغ فمه ولعابه في إناء أحدنا نقل إليه دودة ال ( Taenia ecinococcus) فتصل إلى الكبد والرئتين والكليتين والمخ والأعضاء التناسلية على شكل أكياس متحوصلة تضغط على الشرايين والأوردة والعصاب وتؤدي إلى آلام في الظهر وأمراض. أما إذا ما انفجرت هذه الأكياس فلا بد من إجراء جراحة لمعالجة الأمر الذي لن يخلو من خطورة. كما إن الكلب ينقل الجرب حيث تتمركز طفيلياته على قنطرة أنف الكلب، وعند ما يحك جسمه بأنفه يتلوث كله، فإذا داعبه أحد انتقلت إليه العدوى «1».
لذلك عند ما قرر طبيب البشرية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يغسل الإنسان إناءه سبع مرات أولها أو إحداها على الأقل بالتراب والباقي بالماء، فإن النتيجة هي إزالة تلك الميكروبات والديدان ومنعها من الوصول إلى جوف ابن آدم كي لا يحصل المحظور.
سألني مرة أحد الناس قائلا: (أليس في هذا تخلفا)، ويقصد الغسل بالتراب، فأجبته: أن التراب يحوي كل العناصر الكيميائية الأساسية التي منها تستخرج مساحيق التنظيف، ففيه الأملاح والمعادن والسيراميكيات كالطين والزجاجيات كالرمل وغير ذلك، فلم العجب إذا ما علمت أن الحديد نفسه يقصف بالرمل لتنظيفه في عصرنا التفني هذا، ثم يأتي دور الماء للتطهير الكامل للأواني التي قد تكون معدنية أو سيراميكية أو لدائنية. فأجابني مندهشا أ تعني أن التنبيه هنا جاء منعا للتلوث الصحي وإفهاما لكيفية درئه؟!، قلت له بالضبط. قال سبحان اللّه، لقد كنت بعيدا عن هذا الفهم المنطقي للأمور.
وقد ذكرنا من أمر دواب البحر في القرآن الكريم في كتاب المياه والبحار (الكتاب السادس من هذه السلسلة).
______________________________
(1) قرص موسوعة الطب النبوي، الإعجاز الطبي في الإسلام، الكلب.

الصفحة 42