كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

جملك هذا يشكي كثرة الكلف وقلة العلف، اتقوا اللّه في هذه البهائم. فعن عبد اللّه بن جعفر قال أردفني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثا لا أحدّث به أحدا من النّاس وكان أحب ما استتر به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلمّا رأى النبي صلى اللّه عليه وسلّم حنّ وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى اللّه عليه وسلّم فمسح ذفراه فسكت فقال: (من ربّ هذا الجمل لمن هذا الجمل)، فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول اللّه فقال (أفلا تتقي اللّه في هذه البهيمة الّتي ملّكك اللّه إيّاها فإنّه شكا إلي أنّك تجيعه وتدئبه).
2. مرّ صلى اللّه عليه وسلّم ذات يوم ورأى حمامة وقد أخذ منها ولديها وهي تحوم ملهوفة، فقال الرحمة المهداة صلى اللّه عليه وسلّم: (من فجع هذه بولديها، ردوا عليها ولديها). فقد أخرج أبو داود في الجهاد (2300) عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه عن أبيه قال كنّا مع رسول صلى اللّه عليه وسلّم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النّبي صلى اللّه عليه وسلّم فقال: (من فجع هذه بولدها ردّوا ولدها إليها).
3. مرّ بقرية من نمل قد حرقت فأنكر على الفاعلين فعلهم. ففي تتمة نفس الحديث السابق الذي أخرجه أبو داود قال (ورأى قرية نمل قد حرّقناها فقال: (من حرّق هذه)، قلنا نحن قال: (إنّه لا ينبغي أن يعذّب بالنّار إلّا ربّ النّار).
4. ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أنه رأى امرأة دخلت النار جرّاء حبسها لهرّة ومنعها لها الطعام لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. ففي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (الأذان 703) ومعه كل أهل السنن، عن أسماء بنت أبي بكر الصّديق رضي اللهم عنهما أنّ النبي صلى اللّه عليه وسلّم صلى صلاة الكسوف فقام فأطال القيام ثمّ ركع فأطال الركوع ثمّ قام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثمّ رفع ثمّ سجد فأطال السّجود ثم رفع ثمّ سجد فأطال السّجود ثمّ قام فأطال القيام ثمّ ركع فأطال الرّكوع ثم رفع فأطال القيام ثمّ ركع فأطال الركوع ثمّ رفع فسجد فأطال السّجود ثم رفع ثمّ سجد فأطال السّجود ثمّ انصرف فقال: (قد دنت منّي الجنّة حتّى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها ودنت منّي النّار حتّى قلت أي ربّ وأنا معهم فإذا امرأة حسبت أنّه قال تخدشها هرّة قلت ما شأن هذه قالوا حبستها حتّى ماتت جوعا لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل)، قال

الصفحة 44