كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 8)

نافع حسبت أنّه قال (من خشيش أو خشاش الأرض).
5. ذكر أهل الفقه أن الإسلام حرّم حبس الحيوان لمجرد الزينة أو الاستمتاع، وإنما حلل فقط لأغراض الطعام والفائدة.
أما عن الأسلوب الإسلامي في الذبح والذي يعيب الغربيون عنه أنه قاسي ويؤلم الحيوان فقد أثبتت البحوث الحديثة أنه أسلم وأنجع أسلوب يمنع تسمم الجثة من جهة ويقلل ألمها من جهة ثانية، ولا مجال لمقارنته من النواحي الصحية والبيئية والاقتصادية بأساليب أخرى للقتل كالسم والكهرباء والقنابل وغيرها.
فقد أثبت أن الدم الذي يخرج من الشريان المقطوع في الرقبة أثناء الذبح بالطريقة الإسلامية، والذاهب إلى الدماغ سيجعل الدماغ يطلب الدم فيضخ القلب الدم ولكنه لا يصل بسبب انقطاع الشريان، يستمر ذلك حتى يحصل للدماغ توقف فيموت الحيوان عندئذ لخروج دمه، كل ذلك يحصل بثوان عن معدودات. أما عن الألم فقد أثبت أنه يستغرق فقط 3 ثوان ثم ينعدم عن الحيوان الإحساس به. هذه الطريقة تفسر لنا لما ذا حرّم الإسلام الحيوانات المقتولة خنقا ونطحا وسقوطا وغير ذلك كما يفسر لما ذا حرّم الدم نفسه للتناول كطعام كما كان يفعل أهل الجاهلية من العرب والأمم الأخرى. السبب طبعا هو فساد الدم وتعفنه مما يؤدي لتلف صحة الشخص المتناول، وسنفصل هذا في كتاب الطب من هذه السلسلة.
وهكذا نجد رحمة الإسلام بالذبيحة إذ أوجد لها أقل الطرق إيلاما، ومن هنا أكد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم على الذابح بأن يلتزم بعدة توصيات، كأن يحد سكينه ويرح ذبيحته ولا يجعل الحيوانات تنظر لبعضها عند الذبح وغير ذلك من التوصيات النبوية الرحيمة.
ففي كتاب الصيد والذبائح وما يذبح من الحيوان (3615)، عن أبي الأشعث عن شدّاد ابن أوس قال ثنتان حفظتهما عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال: (إنّ اللّه كتب الإحسان على كلّ شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح وليحدّ أحدكم شفرته فليرح ذبيحته).
وصلى اللهم وسلم وبارك على خير البرية حسبا وأطهرهم نسبا، وأنقى من مشى على البسيطة قلبا وأحسنهم أدبا، خير من دعا ربه رغبا ورهبا، الذي أتته الجبال ذهبا فنأى وأبى، وخصّنا بشريعته القويمة وحبا، وعلى آله وصحبه الأتقياء النجبا ..
إلى اللقاء مع الكتاب القادم والسلام عليكم ورحمة اللّه تعالى وبركاته.

الصفحة 45