كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

ثم قال: ما شاء الله كان.
وأنشد أيضاً: الوافر
وصرف لو تبين لهم كلاماً ... لقالت إنّما لكم مبيت
تريك قذى بها إن كان فيها ... بعيد النّوم، نشوتها هبيت
بذلت بشربها نفسي ومالي ... وأبت بما هويت وما رزيت
كان أبو هشام الرّفاعي يقول: سمعت عمّي يقول: اجتمع القرّاء في منزل إسحاق بن الحسين ليضعوا كتاباً في السنّة، فقال الأعمش: رحم الله امرءاً كفّ يده، وأمسك لسانه، وعالج ما في قلبه.
قال الأعمش: إذا رأيتم الشّيخ لا يحسن شيئاً فاصفعوه.
وكان الأعمش يلبس قميصاً مقلوباً قد جعل دروزه خارجةً، ويقول: الناس مجانين، يجعلون الخشن إلى ما داخل ممّا يلي جلودهم.
قال أحمد بن الطّيب: كان الكندي يقول لي كثيراً: انسخ كلّ ما تجده مكتوباً إذا اتّسعت لك الجدة، وامتدّ بك الزمان، فإنّ مكان ما تكتبه أسود من دفترٍ، خيرٌ منه أبيض.

الصفحة 101