كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

أيا منزلاً بالدّير أصبح خالياً ... تلاعب فيه شمألٌ ودبور
كأنّك لم تقطنك بيضٌ نواهدٌ ... ولم تتبختر في فنائك حور
وأبناء أملاكٍ عباشم سادةٌ ... صغيرهم عند الأنام كبير
إذا لبسوا أدراعهم فضراغمٌ ... وإن لبسوا تيجانهم فبدور
على أنّهم يوم اللّقاء قساورٌ ... ولكنّهم يوم النّوال بحور
إذ الملك غضٌّ والخلافة لدنةٌ ... وأنت خصيبٌ والزّمان طرير
وروضك مرتاضٌ ونبتك يافعٌ ... وعيش بني مروان فيك قصير
رويدك إنّ اليوم يعقبه غدٌ ... وإنّ صروف النائبات تدور
قال أعرابيّ: نحنّ إلى المكارم كما تحنّ الإبل إلى الحدا، والروض إلى النّدى.
آخر: كان والله مريع الجناب، درور السّحاب.
قال أعرابيّ: فلانٌ أفصح خلق الله تعالى إذا حدّث، وأحسنهم استماعاً إذا حدّث، وأمسكهم عن الملاحاة إذا خولف، يعطي صديقه النّافلة، ولا يسأله الفريضة، له نفسٌ عن العوراء محصورة، وعلى المعالي مقصورة، كالذّهب الإبريز الذي يعزّ كلّ أوان، والشمس المنيرة التي لا تخفى بكلّ مكان، هو النّجم المضيء للحيران، والبارد العذب للعطشان.
قال أعرابيٌّ في وصف آخر: ليثٌ إذا عدا، وغيثٌ إذا غدا،

الصفحة 105