كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

رمضان، فأتي بسكران فهمّ به ثم سأل عنه فقلت: كفاك عليّ بن أبي طالب ذلك بالنّجاشي. قد شرب الخمر في رمضان فضربه ثمانين للسّكر، ومائةً لحرمة شهر رمضان، وحمله على حملٍ وطاف به في الكوفة، فجعل الصبيان يصيحون به: سلح سلح، فيقول: كلاّ إنّها يمانيةٌ، ووكاؤها شعرٌ؛ وهجا أهل الكوفة فقال: البسيط
إذا سقى الله قوماً صوب غاديةٍ ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
وأرسل الريح تسفي في عيونهم ... حتى إذا لا ترى ماءً ولا شجرا
ألقى العداوة والبغضاء بينهم ... حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا
السّارقين إذا ما جنّ ليلهم ... والدّارسين إذا ما أصبحوا السّورا
والتّاركين على طهرٍ نساءهم ... والنّاكحين بشطّي دجلة البقرا
ثم ذهب إلى معاوية وقال في عليّ، وكان قد قال معاوية: البسيط
يا أيّها الملك المهدي عداوته ... انظر لنفسك أيّ الأمر تأتمر
واعلم يقيناً بأنّ المجد في نفرٍ ... هم العرانين ما ساواهم بشر
فإن نفست على الأقوام مجدهم ... فابسط يديك فإنّ الخير مبتدر
نعم الفتى أنت إّلا أنّ بينكما ... كما تفاضل ضوء الشّمس والقمر
إنّي امرؤٌ قلّ ما أثني على أحدٍ ... حتى أبيّن ما آتي وما أذر

الصفحة 120