كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

الخير، فما كلّ الذي نزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم علمناه، ولا بالذي علمنا عملنا، وما نتّبع الخير حقّ اتّباعه، وما نتّقي الشّر حقّ تقاته، وما خيارنا اليوم بخيار، ولكنّهم خيرٌ ممّن هو شرٌّ منهم.
قال بشّار: من جيّد قولي: الرمل
أنفس الشّوق ولا ينفسني ... وإذا قارعني الهمّ رجع
أصرع القرن إذا نازلته ... وإذا صارعني الخبّ صرع
عمرك الله أما تعرفني ... أنا حرّاث المنايا في الفزع
أنا كالسيف إذا وادعته ... لم يروّعك وإن هزّ قطع
قال أبو عمرو بن العلاء، قال محمد بن عبد العزيز: تعلّموا العلم فإنّه زينٌ للغنيّ، وعونٌ للفقير، إني لا أقول يطلب به ولكن يدعوه إلى القناعة.
قالت عائشة: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات، أين يكون الناس؟ فقال: " على الصّراط ".
قال أعرابيّ: أبناء دينك آنس بك من أبناء نسبك.
أصاب وجه سعيد بن جبير شيءٌ من سواد القدر، فقالت له ابنته: ما هذا السّواد الذي أراه بوجهك؟ فصاح وسقط مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق سئل عن ذلك فقال: خفت الله أن يكون قد سوّد وجهي في الدّنيا قبل الوصول إلى الآخرة.
قال أحمد بن أبي الحواري: سألت أبا سليمان الدّاري عن قوله: إذا استكملت المعرفة في القلب سلب العارف العمل.

الصفحة 145