كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

واحسرتا من فراق قومٍ ... كانوا هم الكهف والحصون
والموت والأسد والرّواسي ... والأمن والخفض والسّكون
لم تتنكّر لنا الليالي ... حتى توفّتهم المنون
وكلّ نارٍ لنا قلوبٌ ... وكلّ ماءٍ لنا عيون
قال أعرابيٌّ لآخر: فيك ملق الإماء، ودخن الأعداء.
ذكر أعرابيٌّ قوماً فقال: أقبلوا كالفحول، يمشون مشي الوعول، فلمّا تصافحوا بالسّيوف، فغرت المنايا أفواهها.
أنشدني شيخ من غنيّ لنافع بن خليفة الغنوي: الطويل
بني عمّنا لا تظلمونا فإنّنا ... نرى الظّلم أحياناً يشلّ ويعرج
ويترك أعراض الرّجال كأنّها ... فريسة لحمٍ ليس عنها مهجهج
وكربة جوعٍ لا يكاد فقيرها ... من الجهد يستحيي ولا يتحرّج
تجلّت ولم يعلق بثوبي عارها ... إذا عدّ فيها الطّعم والمتولّج
قال بعض السّلف: جعل الله البهاء والهوج في الطويل الكبير، والدّمامة في القصير، وجمع الخير فيما بين ذلك وهو الرّبع.
قيل لجعفر بن محمد الصّادق رضي الله عنهما: كيف صار مولى القوم منهم؟ قال: خلق الله تعالى المعتق من طينة المعتق، ثم أجراهم في أصلاب الرّجال وأرحام النساء، فأخرجهم الله تعالى بالولاء، فلذلك صار مولى القوم منهم.
قال أعرابيّ: اتّقوا الدّنيا فإنها اسحر من هاروت وماروت.
قال بعض السّلف: كان يقال: استطرد لعدوّك واتّقه بإظهار

الصفحة 170