كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

وقال آخر: احفظ بلداً رشّحك غذاؤه، وأكنّك فناؤه.
وقال أعرابيّ: يحنّ الكريم إلى جنابه، كما يحنّ الأسد إلى غابه.
خطب الناس هاشم بن عبد مناف فقال: أيّها النّاس، الحلم شرف، والصبر خلف، والجود سؤدد، والمعروف كنز، والجهل سفه، والعجز ذلّة، والحرب خدعة، والظفر دول، والأيّام عبر، والمرء منسوبٌ إلى فعله، ومأخوذٌ بعمله، فاصطنعوا المعروف تكسبوا الحمد، واستشعروا الحمد تفوزوا به، ودعوا الفضول تجانبكم السّفهاء، وأكرموا الجليس يعمر ناديكم، وحاموا عن الخليط يرغب في جواركم، وأنصفوا من أنفسكم يرفق بكم، وعليكم بمكارم الأخلاق فإنّها رفعة، وإيّاكم والأخلاق الدنيّة فإنها تضع الشّرف وتهدم المحلّ.
شاعر: الكامل
عجباً لحفظي سرّها في غيبها ... ولمثل ذاك تعجّب المتعجّب
بكرت مشرّقةً ورحت مغرّباً ... شتّان بين مشرّقٍ ومغرّب
إنّي لآمل من حبيبي نظرةً ... والقلب بين مصدّقٍ ومكذّب
آخر: الخفيف
خلق المال واليسار لقومٍ ... وأراني خلقت للإملاق
أنا فيما أرى بقيّة قومٍ ... خلقوا بعد قسمة الأرزاق
قال الرّقاشيّ في قصصه: يا أهل الدّيار الموحشة التي نطق

الصفحة 178