كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

بالخراب فناؤها، وشيّد في التراب بناؤها، فمحلّها مقترب، وساكنها مغترب، أهل محلّةٍ لا يتواصلون تواصل الإخوان، ولا يتزاورون تزاور الجيران، قد طحنهم الدّهر بكلكله، وأكلهم الثّرى بجندله، فعليهم منّا التّرحّم والسلام، ومن ربّهم العفو والإكرام.
قال فيلسوف: انتقم من حرصك باليأس، كما تنتقم من عدوّك بالقصاص.
وقال أعرابيّ: الجمال في الأنف، والملاحة في العينين، والظرف في الفم.
شاعر: المتقارب
أتتني تؤنّبني بالبكاء ... فأهلاً بها وبتأنيبها
تقول وفي قولها حشمةٌ ... أتبكي بعينٍ تراني بها
فقلت متى استحسنت غيركم ... أمرت الدموع بتأديبها
جاء مجنون إلى باب رئيس فقال: البسيط
عليك إذنٌ فإنّا قد تغدّينا ... لسنا نعوذ لأنّا قد تعدّينا
يا أكلةً سلفت أبقت حرارتها ... داءً بصدرك ما صمنا وصلّينا
قال الماهاني: دخلت مارستان بلدٍ فرأيت مجنوناً ظريفاً نظيفاً، فسألته أن ينشدني، فأنشدني في وردٍ يقطّع جسده: المنسرح

الصفحة 179