كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

قال بلال بن سعد: من سبقك بالودّ فقد استرقّك بالشّكر.
قال النبيّ صلّى الله عليه: " الرغبة في الدنيا تطيل الهمّ والحزن، والزّهد فيها راحة القلب والبدن ".
قال بعض الصالحين: لو رأيت يسير ما بقي من أجلك، لزهدت في طول ما ترجو من أملك، ولملت إلى الزيادة في عملك، ولقصّرت من حرصك وحيلك، فإنّما تلقى غداً ندمك، وقد زلّت قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، وتبرّأ منك القريب، وانصرف عنك الحبيب، فلا أنت إلى الدّنيا عائد، ولا في عملك زائد، فاعمل يا مغرور ليوم القيامة، قبل حلول الحسرة والنّدامة.
وقال بعض السّلف: من هوان الدّنيا على الله جلّ جلاله أن لا يعصى إّلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها.
وقال فيلسوف: إذا أدركت الدنيا الهارب منها جرحته، وإذا أدركها الطالب لها قتلته.
سئل الزّهري عن الزّهد فقال: والله ما هو من خشونة المطعم

الصفحة 33