كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

سمعت شعره أويت لقائله، أما نفث في سمعك قول حجازيّكم عبد الله جدعان النهدي، واستخفّه مرةً الوجد فقال وكان فارّاً في بلاد فزارة: الوافر
بكى وأقرّه الشمل الشّتيت ... وأسعدت الجبال به المروت
حجازيّ الهوى علقٌ بنجدٍ ... جويٌّ ما يعيش ولا يموت
تغاديه الهموم لها أجيجٌ ... ويسلمه إلى الوجد المبيت
كأن فؤاده كف غريق ... يمدها بشط البحر حوتُ
لهندٍ منك عينٌ ذات سجلٍ ... وقلبٌ سوف يألم أو يفوت
إذا اكتنفا بضرهما سقيماً ... فليس على شفائهما مقيت
دعا عيسى بن علي ابن المقفّع إلى الغداء فقال: أعزّ الله الأمير لست يومي أكيلاً للكرام، قال: ولم؟ قال: لأنّي مزكومٌ، والزّكمة قبيحة الجوار، مانعةٌ من معاشرة الأحرار.
وكان ابن المقفّع يقول: إذا نزل بك مكروهٌ فانظر، فإن كان له

الصفحة 55