كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

سأل أعرابيٌّ الحكم بن عبد المطّلب فأوسعه خيراً، فبكى الأعرابي فقال: ما يبكيك؟ قال: إنّي والله أنفس بك على الأرض أن تأكلك.
قال أبو بكر الصدّيق: أشقى الناس في الدنيا الملوك، فتغامز القوم فقال: أما علمتم أنّ الملك إذا ملك قصر أجله، ووكّلت به الروعة والحزن، وكثر في عينه قليل ما في يد غيره، وقلّ في نفسه كثير ما عنده.
قال إسحاق: وصف أعرابيٌّ رجلاً فقال: كان والله مطلول المحادثة، ينبذ الكلام إليك على أدراجه كأنّ في كلّ ركنٍ من أركانه قلباً.
مطلول: من الطّلّ.
قال الفرّاء في النّوادر: أنشدني أبو صدقة الزّهري لفلان: الكامل
إنّي عجبت لكاعبٍ مردونةٍ ... أطرافها بالحلي والحنّاء
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي ... بالحسن قلب المسلم القرّاء
قالت أزيدٌ أنت ما لك هكذا ... كالعبد مطليّاً بأيّ طلاء
كالقار لونك أو طليت برامكٍ ... أو مسّ جلدك هانئٌ بهناء
لا تعجبي منّي فدىً لك واسمعي ... أخبرك ما ينأى من الأنباء
أخبرك أنّ وضاءتي في ميعتي ... وغرارتي في عدّةٍ ونماء

الصفحة 63