كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

إنّ الجميل يكون وهو مقصّرٌ ... والقوم فيما تمّ غير سواء
والمرء يلحقه بفتيان النّدى ... خلق الكريم وليس بالوضّاء
الوضّاء والحسّان والكرّام والكبّار، من الوضيء والحسن والكريم والكبير.
قال ثعلب: اشتكى الوليد عبد الملك وبلغه قوارص وتعريضٌ من سليمان بن عبد الملك وتمنّ لموته لما له من لعهد بعده، فكتب إليه يعتب عليه وفي آخر كتابه: الطويل
تمنّى رجالٌ أن أموت وإن أمت ... فتلك طريقٌ لست فيها بأوحد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ... لئن متّ الدّاعي عليّ بمخلد
منيّته تجري لوقتٍ وحتفه ... سيلحقه يوماً على غير موعد
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تهيّأ لأخرى مثلها فكأن قد
فكتب إليه سليمان: قد فهمت ما كتب به أمير المؤمنين، فوالله لئن تمنّيت ذلك، تأميلاً لما يخطر في النفس، إنّي لأوّل لاحقٍ به، وأول منعيّ إلى أهله، فعلام أتمنّى ما لا يلبث من تمنّاه إّلا ريثما يحلّ السّفر بمنزلٍ ثمّ يظعنون عنه؟ وقد بلغ أمير المؤمنين ما لم يظهر على لساني، ولم ير في وجهي، ومتى سمع من أهل النّميمة، ومن لا رويّة له، أسرع ذاك في فساد النيّات، والقطع بين ذوي الأرحام، وكتب في آخر كتابه: الطويل

الصفحة 64