كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 8)

مسلم بن الوليد: الطويل
أرادت رجوع القلب بعد انصرافه ... وما علمت ما أحدثته المقادر
يغرّ الفتى مرّ اللّيالي سليمةً ... وهنّ به عمّا قليلٍ عواثر
قال الحسن بن آدم: صاحب الدّنيا ببدنك وفارقها بقلبك، فخذ ممّا في يديك لما بين يديك، فعند الموت يأتيك الخبر.
شاعر: الطويل
وأرعن ملموم الكتائب خيله ... مضرّجةٌ أعرافها ونحورها
عليها مذالات العيون كأنّها ... عيون الأفاعي سردها وقتيرها
إذا استجرست أصواته أذني سامعٍ ... رماها بأجراس اللّيوث زئيرها
قال أبو بكر بن عيّاش: رأيت على الأعمش فروةً مقلوبةً، صوفها خارج، فأصابنا مطرٌ، فمررنا بكلبٍ فتنحّى الأعمش وقال: لا يحسبنا شاءً.
وقال: كان ببغداد مجنونٌ يلبس فروةً مقلوبةً، فإذا قيل له في ذلك قال: لو علم الله تعالى أنّ الصّوف إلى داخل أجود عمله إلى داخل.
شاعر: الطويل
ويومٍ عبوريٍّ توقّد نجمه ... وعزّت به ماء الوجوه الهواجر
بعثت به ليلاً من الشّمس داجياُ ... وقد ملكت قبض النّفوس الخناجر
فنازعن فيه للسّوابغ حجّةً ... وسقف غبارٍ أنشأته الحوافر

الصفحة 98