كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
فقال إبراهيم: بهذا فضلكم محمد، ثم ذكر أنه عرج به إلى السماء الدنيا، ومن سماء إلى سماء، ذكره القاضي عياض في "الشفاء" مختصرًا من حديث أبي هريرة من غير عزو.
ورواه البيهقي من حديث أبي سعيد الخدري، وهذا لفظه.
__________
لسان، وعلى المنابر في إقامة وأذان، قال حسان:
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
"وجعلني فاتحًا" لأبوب الإيمان والهداية إلى الصراط المستقيم، ولبيان أسباب التوفيق، وما استغلق من العلم، أو هو من الفتح بمعنى الحكم، فجعله حاكمًا كما في خلقه، ففتح ما انغلق بين الخصمين، بإحيائه الحق وإيضاحه، وإماتته الباطل وإدحاضه، أو فاتحًا بالشفاعة يوم القيامة، "وخاتمًا" للنبيين، أي: آخرهم بعثًا.
"فقال إبراهيم: بهذا"، أي: بمجموع ما ذكر، وبكل واحدة منها لا بالأولى فقط، كما زعم "فضلكم محمد"، أي: زاد فضله عليكم، وقدم المعمول للحصر، وقال هذا إبراهيم خطابًا للأنبياء إذاعة لفضله لما سمع ثناءه، "ثم ذكر" في هذا الحديث؛ "أنه عرج به إلى السماء الدنيا": القريبة إلينا من بين السبع سموات، "ومن سماء إلى سماء، ذكره القاضي عياض في الشفاء مختصرًا"، بمعنى أنه لم يذكر ثناء الأنبياء، بل قال: فأثنوا على ربهم، وذكر كلام كل واحد منهم، وهم: إبراهيم وموسى، وعيسى، وداود، وسليمان؛ ثم ذكر كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "كلكم".... فذكره بلفظ المصنف هنا "من حديث أبي هريرة من غير عزو" لمخرج، وقد أخرجه أبو يعلى، والبزار، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي، كلهم من حديث أبي هريرة، فما يوهمه قول المصنف، "ورواه"، أي: الحديث الذي ذكره أولًا بقوله.
وعن أبي سعيد: ثم سار حتى أتى بيت المقدس إلى هنا، لا قوله: ثم عرج به إلى السماء، كما زعمه من لم يقف على شيء.
"البيهقي من حديث أبي سعيد" الخدري، "وهذا لفظه": من أن البيهقي لم يروه عن أبي هريرة، وأن عياضًا، وهم في نسبته له، ليس بمراد، وروى أحمد، وابن ماجه، وصححه الحاكم عن ابن مسعود، مرفوعًا: "لقيت ليلة أسري بي إبراهيم، وموسى وعيسى، فتذاكروا أمر الساعة، فردوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال: لا علم لي بها، فردوا الأمر إلى موسى، فقال: لا علم لي بها، فردوا الأمر إلى عيسى، فقال: أما وجبتها، فلا يعلم بها أحد إلى الله، وفيما عهد إلى ربي أن الدجال خارج، ومعي قضيبان، فإذا رآني، ذاب كما يذوب الرصاص، فيهكله الله إذا رآني، حتى إن الحجر والشجر ليقول: يا مسلم إن تحتي كافرًا، فتعال فاقتله، فيهلكهم الله، ثم ترجع الناس