كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
"فسلم عليهن: قال: فسلمت عليهن فرددن علي السلام، فقلت: لمن أنتن؟ ققلن: خيرات حسان، نساء قوم أبرار، نقوا فلم يدرنوا، وأقاموا فلم يظعنوا، وخلدوا فلم يموتوا، قال: ثم انصرفت فلم ألبث إلا يسيرًا، حتى اجتمع ناس كثير، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة، قال: فقمنا صفوفًا ننتظر من يؤمنا، فأخذ جبريل عليه السلام بيدي فقدمني فصليت بهم، فلما انصرفت قال لي جبريل: أتدري من صلى خلفك؟ قلت: لا، قال: صلى خلفك كل نبي بعثه الله".
قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون -صلى الله عليه وسلم- صلى بالأنبياء جميعًا في بيت المقدس، ثم صعد منهم إلى السماء من ذكر أنه عليه السلام رآه في السماوات ويحتمل أن يكون صلى بهم بعد أن هبط من السماء، فهبطوا أيضًا، والأظهر أن
__________
وسواد سوادها، وقيل: الحور اسوداد المقلة كلها، كعيون الظباء، قالوا: ولا حور في الإنسان وإنما قيل ذلك في النساء على التشبيه، "قال: "نعم"، قال: فانطلق إلى أولئك النسوة"، فإنهن من الحور العين، "فسلم عليهن، قال" -صلى الله عليه وسلم-: فانطلقت، "فسلمت عليهن، فرددن علي السلام، فقلت: لمن أنتن؟، فقلن: خيرات" أخلاقًا، "حسان" وجوها: جمع حسناء، وقيل: خيرات: جمع خيرة بفتح فسكون، وهي الحوارء، "نساء قوم أبرار، نقوا فلم يدرنوا" بفتح الياء والراء، أو بضم الياء وكسر الراء، أي: لم يصبهم درن، وهو الوسخ، "وأقاموا، فلم يظعنوا"، يرتحلوا من محل لآخر، فتصيبهم مشقة الظعن، "وخلدوا، فلم يموتوا، قال: ثم انصرفت" من عند الحور، "فلم ألبث إلا يسيرًا حتى اجتمع ناس كثير، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة"، تقدم المراد بهما؛ "قال: فقمنا صفوفًا ننتظر من يؤمنا، فأخذ جبريل عليه السلام بيدي، فقدمني، فصليت بهم، فلما انصرفت" من السلاة، "قال لي جبريل: أتدري من صلى خلفك؟، قلت: لا، قال: صلى خلفك كل نبي بعثه الله" تعالى، أي: أوحي إليه بشرع، فشمل الأنبياء والمرسلين لقوله في الحديث السابق: "فإذا النبيون أجمعون يصلون معه"، ثم ظاهر سياق هذا الحديث يخالف قوله في الرواية السابقة، ثم دخلت المسجد، فعرفت النبيين ما بين قائم وراكع وساجد، ثم أقيمت الصلاة، فأممتهم.
"قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون -صلى الله عليه وسلم- صلى بالأنبياء جميعًا في بيت المقدس قبل العروج.
قال الشامي: وهو الذي تظافرت به الروايات، واستظهره الحافظ "ثم صعد منهم إلى السماء من ذكر أنه عليه السلام رآه في السموات" آدم، فيحيى وعيسى، فيوسف، فإدريس، فهارون فموسى فإبراهيم، "ويحتمل أن يكون صلى بهم بعد أن هبط من السماء فهبطوا أيضًا"