كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

"المقدس، أتي بالمعراج، ولم أر قط شيئًا أحسن منه، وهو الذي يمد إليه الميت عينيه إذا احتضر، فأصعدني صاحبي جبريل فيه حتى انتهى إلى باب من أبواب السماء".
وفي روياة كعب: "فوضعت له مرقاة من فضة ومرقاة من ذهب حتى عرج هو وجبريل".
وفي "شرف المصطفى" أنه أتي بالمعراج من جنة الفردوس، وأنه منضد باللؤلؤ عن يمينه ملائكة، وعن يساره ملائكة.
وفي رواية أبي سعيد -عند البيهقي- "ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، فلم تر الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيت الميت حين يشق
__________
الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، كما في الرواية الآتية، "ولم أر قط شيئًا أحسن منه، وهو الذي يمد إليه الميت عينيه إذا احتضر"، ولو كان الميت أعمى، كما في شرح الصدور، فالميت يكشف له إذا احتضر عن المعراج، فيراه، فيمد عينه إليه، فإذا قبضت روحه، صعدت فيه إلى حيث شاء الله، "فأصعدني صاحبي جبريل فيه، حتى انتهى إلى باب من أبواب السماء"، أي: الدنيا، كما مر في الحديث.
"وفي رواية كعب" عند الواسطي في فضائل بيت المقدس؛ "فوضعت له مرقاة من فضة، ومرقاة من ذهب"، وهو المعراج، "حتى عرج هو وجبريل" عليها، والمرقاة موضع الرقي، ويجوز فتح الميم على أنه موضع الارتقاء، وكسرها تشبيها باسم الآلة، كالمطهرة، وأنكره أبو عبيد وقال: لم تقله العرب.
"وفي" رواية لابن سعد في كتاب "شرف المصطفى؛ أنه أتي بالمعراج من جنة الفردوس"، قال -صلى الله عليه وسلم: "الفردوس أعلى الجنة ووسطها، وفوقه عرض الرحمن، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس" رواه ابن ماجه، وصححه الحاكم.
"وأنه منضد اللؤلؤ"، أي: جمع عليه بحيث عمه بجعل بعضه فوق بعض، "وعن يمينه ملائكة، وعن يساره ملائكة".
"وفي رواية أبي سعيد عند البيهقي: ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، فلم تر الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيت الميت"، استفهام قصد به تقرير المبالغة في حسنه، "حين يشق بصره"، أي: تنفتح عيناه عند الاحتضار انفتاحًا لا يرتد عما رآه، قال المجد: شق بصر الميت، نظر إلى شيء لا يرتد إليه طرفه، ولا تقل شق الميت بصره فأفاد أنه لازم، وفسره الفقهاء بيشخص بصره، ولعله إشارة إلى أنه صار كالشاخص الذي لا يتحرك من

الصفحة 116