كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

يقول: فلان.
وفي رواية للبخاري ومسلم: فعرج، وهو بفتح العين بمعنى صعد.
وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي: حتى انتهى إلى باب من أبواب السماء يقال له: باب الحفظة، وعليه مالك يقال له: إسماعيل تحت يده اثنا عشر ألف ملك.
__________
عن نسفه بأنا، تمسكا بظاهر الحديث حتى قالوا: كلمة أنا لم تزل مشؤومة على أصحابها، وزادوا أن إبليس إنما لعن بقولها، وليس كما قالوا، بل النهي عنه لما صحبه من النظر إلى نفسه بالخيرية: ولا تنكر إصابة الصوفية في دقائق علومهم، وإشاراتهم في التبري من الدعاوي الوجودية، لكن الذي أشاروا إليه بهذا راجع إلى معان تتعلق بأحوالهم دون ما فيه من التعلق بالقول، كيف وقد ناقض أقوالهم نصوص كثيرة، وهم أشد الناس فرارًا من مخالفتها، كقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: 110] ، {أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} [الأعراف: 143] ، {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِين} [ص: 86] ، وقوله -صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم"، والحاصل كما قال بعض الأفاضل؛ أن ذلك يتفاوت بتفاوت الأحوال والمقامات، فالمتردد في الأحوال، المتحول في الفناء والتلوين ينافي حاله أن يقول أنا، ومن رقي إلى مقام البقاء بالله، وتصاعد إلى درجات التمكين فلا يضره.
"وفي رواية البخاري" ففي الصلاة وغيرها، "ومسلم" في الإيمان من حديث أنس، عن أبي ذر: "فعرج" بي جبريل إلى السماء الدنيا، بدل قوله في رواية ابن صعصعة: فانطلق، "وهو بفتح العين" والفاء والراء، "بمعنى صعد".
"وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي" وابن إسحاق: "حتى انتهى إلى باب من أبواب السماء، يقال له: بال الحفظة وعليه ملك يقال له إسماعيل"؛ وهو صاحب سماء الدنيا، كما في رواية البيهقي عن أبي سعيد.
وفي حديث جعفر بن محمد عند البيهقي معضلًا أيضًا: يسكن الهواء، لم يصعد إلى السماء قط، ولم يهبط إلى الأرض قط إلا يوم مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعلوم أن علم ذلك بإخباره عليه السلم به قبل موته؛ لأن هذا لا مدخل فيه للرأي.
"تحت يده اثنا عشر ألف ملك"، ينقادون لأمره ونهيه كالجند، زاد في رواية ابن إسحاق: مع كل ملك اثنا عشر ملك، وروى ابن جرير والبيهقي في الدلائل من حديث أبي سعيد: وبين يديه سبعون ألف ملك، مع كل ملك جنده مائة ألف.
وفي رواية للبزار: تحت يده سبعون ألف ملك، تحت يد كل ملك سبعون ألف ملك، ولعل المراد التكثير، فلا يخالف مائة ألف، ولعل الإثني عشر ألفًا رؤساء السبعين ألفًا، وكذا الإثنا

الصفحة 118