كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

وفي رواية شريك -عند البخاري أيضًا- ثم عرج به إلى سماء الدنيا، فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل سماء الدنيا: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك قال: محمد. قالوا: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا وأهلًا، فيستبشر به اهل السماء، لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعلمهم، أي على لسان من شاء كجبريل.
ووقع في هذه الرواية أيضًا أنه رأى في سماء الدنيا النيل والفرات عنصرهما.
وظاهرها يخالف حديث مالك بن صعصعة فإن فيه بعد ذكر سدرة المنتهى: وإذا في أصلها أربعة أنهار.
ويجمع بينهما: بأن أصل نبعهما من تحت سدرة المنتهى ومقرهما في السماء الدنيا، ومنها ينزلان إلى الأرض.
__________
عشر ألفًا الذين مع كل ملك رؤساء على باقي المائة ألف، فلا خلف، والله أعلم.
"وفي رواية شريك" بن عبد الله المدني، عن أنس، "وعند البخاري أيضًا، ثم عرج" جبريل "به"، بالنبي -صلى الله عليه وسلم- "إلى سماء الدنيا، فضرب بابا من أبوابها، فناداه أهل سماء الدنيا"، أي: جنسهم الصادق بالحفظة للباب: "من هذا"؟، الذي يدق الباب.
وفي حديث أبي ذر: فلما جئت إلى السماء، قال جبريل لخازن السماء الدنيا: افتح قال: من هذا؟، "قال: جبريل قالوا: ومن معك؟، قال: محمد، قالوا: وقد بعث إليه؟، قال: نعم، قالوا: مرحبًا وأهلًا، فيستبشر به أهل السماء"، سقطت الفاء من رواية الأصيلي، وزاد الدنيا، "لا يعلم أهل السماء بما يريد الله به في الأرض حتى يعملهم، أي: على لسان من شاء، كجبريل" عليه السلام، "ووقع في هذه الرواية"، أي: رواية شريك عن أنس "أيضًا، أنه رأى في سماء الدنيا النيل والفرات، عنصرهما" بضم المهملتين، بينهما نون ساكنة أصلهما الذي تميزا به عن نهري الجنة، فينزلان إلى سمءا الدنيا، ثم ينزلان إلى الأرض بدل مما قبله.
ولفظ رواية شريك: فإذ هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان: فقال: ما هذان النهران يا جبريل؟، قال: هذا الني والفرات عنصرهما، "وظاهرها"، أي: هذه الرواية "يخالف حديث مالك بن صعصعة، فإن فيه بعد ذكر سدرة المتنتهى، وإذا في أصلها أربعة أنهار"، نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟، قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، "ويجمع بينهما؛ بأن أصل نبعهما من تحت سدرة المنتهى، ومقرهما في السماء الدنيا، ومنها ينزلان إلى الأرض" وجمع ابن دحية، بأنه رأى هذين عند سدرة المنتهى

الصفحة 119