كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
الأقدار، والعاشر إلى العرش والرفرف والرؤية وسمع الخطاب المكافحة، والكشف الحقيقي.
وقد وقع له عليه السلام في سني الهجرة العشرة ما كان فيه مناسبات لطيفة بهذه المعاريج العشرة، ولهذا ختمت سني الهجرة، بالوفاة، وهي لقاء الحق جل جلاله، والانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، والعروج بالروح الكريمة إلى المقعد الصدق، وإلى الموعد الحق وإلى الوسيلة، وهي المنزلة الرفيعة. كما ختمت معاريج الإسراء باللقاء والحضور بحظيرة القدس.
وقد أفاد الإمام الذهبي أن الحافظ عبد الغني جمع أحاديث الإسراء في جزأين، ولم يتيسر لي الوقوف عليهما بعد الفحص الشديد.
وقد صنف الشيخ أبو إسحاق النعماني -رحمه الله- في الإسراء والمعراج كتابًا جامعًا لإطناب بزيادة الرقائق والإشحان بفواضل الحقائق، ولم أقف عليه
__________
الأقدار، والعاشر إلى العرش والرفرف والرؤية" لله عز وجل، "وسمع الخطاب" منه "بالمكافحة": المخاطبة "والكشف الحقيقي، وقد وقع له عليه الصلاة والسلام في سني الهجرة": بكسر السين، جمع سلامة لسنة، وبسكون الياء، فحذفت النون للإضافة، فالتقى ساكنان الياء واللام، فحذفت الياء لفظًا لالتقاء الساكنين، فبقي هكذا سني خطأ فتكتب الياء ولا تقرأ "العشرة ما كان فيه مناسبات لطيفة بهذه المعاريج العشرة"، ويأتي ذكرها للمصنف، "ولهذا ختمت سني الهجرة"، كذا في جميع النسخ بالياء والصواب سنو بالواو؛ لأنه جمع مذكر سالم نائب فاعل، ختمت "بالوفاة، وهي لقاء الحق جل جلاله والانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، والعروج بالروح الكريمة إلى المقعد الصدق"، مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم وأريد به الجنس، وقرئ مقاعد صدق، والمعنى أن مجالس الجنات سالمة من اللغو والتأثيم بخلال مجالس الدنيا، فقل أن تسلم من ذلك، "وإلى الموعد الحق وإلى الوسيلة، وهي المنزلة الرفيعة، كما ختمت معاريج الإسراء باللقاء والحضور بحظيرة القدس، وقد أفاد الإمام الذهبي" محمد الحافظ، العالم الشهير، نسبة إلى الذهب "أن الحافظ عبد الغني" المقدسي "جمع أحاديث الإسراء في جزأين، ولم يتيسر لي الوقوف عليهما بعد الفحص" الطلب "الشديد، وقد صنف الشيخ أبو إسحاق" إبراهيم "النعماني،" تلميذ الحافظ ابن حجر "رحمه الله في الإسراء والمعراج كتابًا جامعًا للإطناب بزيادة الرقائق والإشحان بفواضل الحقائق،" أي: بزيادة بيانها، "ولم أقف عليها حال كتابتي هذا المقصد الشريف"، وقد