كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
الملحدون، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] .
وقد روى البخاري، عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حدثه عن ليلة أسري به.
"بينما أنا نائم في الحطيم" -وربما قال: في الحجر- "مضطجعًا"، إذ أتاني آت فقد -قال: سمعته يقول: فشق- ما بين هذه إلى هذه. قال: فقلت للجارود وهو
__________
أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة الملحدون،" لاستحالته في زعمهم الكاذب، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا} منصوب بأن مقدرة، واللام مزيدة {نُورَ اللَّهِ} "، وشرعه وبراهينه " {بِأَفْوَاهِهِمْ} "، بأقوالهم فيه، " {وَاللَّهُ مُتِمُّ} " مظهر " {نُورِهِ وَلَوْ كَرَِ الْكَافِرُونَ} " [الصف: 8] الآية، ذلك وقد، ساق البرهان النعماني غالب ألفاظ الصحابة الذين رووا القصة، والمصنف اقتصر على حديث البخاري في باب المعراج، وتكلم بعده بما غالبه في فتح الباري، فقال: "وقد روى البخاري" بسنده، وهو حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام "عن قتادة" بن دعامة، وليس هذا من التعليق في شيء، "عن أنس بن مالك،" وكذا رواه مسلم والنسائي، وأخرجه البخاري في بدء الخلق من وجه آخر عن قتادة، حدثنا أنس، فزال ما يخشى من تدليس قتاده لتصريحه بالتحديث، "عن مالك بن صعصعة" بن وهب بن عدي بن مالك الأنصاري، من بني النجار ما له في البخاري ولا في غيره سوى هذا الحديث، ولا يعرف من روى عنه إلا أنس قاله في الفتح.
وذكر في الإصابة الخلاف في أنه من بني عدي بن النجار، وبه جزم ابن سعد أو من بني مازن بن النجار، وبه جزم البغوي، وقال: سكن المدينة.
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثين، وذكر الخطيب في المبهمات أنه الذي قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أكل تمر خيبر هكذا"؟، "أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حدثه عن ليلة أسري به" فيها صفة الليلة، هكذا رواه الكشميهني والنسفي، ورواه الأكثر عن ليلة الإسراء وبين ما حدثه به بقوله، "بينما"، أي: فقال المصطفى: "بينما" وثبت في بعض نسخ البخاري قال: "بينما" بالميم، "أنا نائم في الحطيم، وربما قال: في الحجر" بكسر فسكون، والشك من قتادة كما يأتي، والمراد بالحطيم الحجر، "مضطجعًا" نصب على الحال "إذا أتاني آت" هو جبريل، "فقد" بالقاف والدال الثقيلة، "قال" قتادة: "سمعته" أي: أنسا "يقول:" فالقائل قتادة، والمقول عنه أنس، ولأحمد قال قتادة: وربما سمعت أنسا يقول: قاله الحافظ، فلم يصب من قال الظاهر أن ضمير قال لمالك بن صعصعة، "فشق ما بين هذه إلى هذه، قال" قتادة: "فقلت للجارود:" بفتح الجيم فألف فراء مضمومة فواو فدال مهملة.