كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

"المجيء جاء ففتح لنا، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت عليهما فردا ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه فرد ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح".
__________
"فنعم المجيء" مجيء جاء، أو الذي "جاء، ففتح لنا" الخازن الباب، "فلما خلصت إذا يحيى" بن زكريا "وعيسى" ابن مريم.
زاد في حديث أبي سعيد عن ابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي شبيه أحدهما بصاحبه ثيابهما وشعرهما ومعهما نفر من قومهما، وإذا عيسى جعد مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، كأنوما خرج من ديماس، أي: حمام شبهه بعروة بن مسعود الثقفي، "وهما ابنا الخالة"؛ لأن أم يحيى إيشاع، بنت فاقود أخت حنة بمهملة ونون شديدة، بنت فاقود أم مريم، وذلك أن عمران بن ماثان تزوج حنة، وتزوج زكريا إيشاع، فولدت إيشاع يحيى، وولدت حنة مريم، فتكون إيشاع خالة مريم، وحنة خالة يحيى، فهما ابنا خالة بهذا الاعتبار وليس عمران هذا أبا موسى، إذ بينهما فيما قيل ألف وثمانمائة سنة.
قال ابن السكيت: يقال: ابنا خالة ولا يقال: ابنا عمة، ويقال: ابنا عم ولا يقال: ابنا خال.
قال الحافظ: والسبب فيه أن ابني الخالة أم كل منهما خالة الآخر لزوما بخلاف ابني العمة، "قال: هذا يحيى وعيسى، فسلم عليهما، فلسمت عليهما فردا" علي السلام، "ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح" جبريل الباب، "قيل: من هذا؟، قال: جبريل، قيل: ومن معك؟، قال محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟، قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح فلما خلصت، إذا يوسف قال" لي جبريل: "هذا يوسف فسلم عليه"، ولعل حكمة أمره بالسلام على كل من ورد عليه، ولم يكتف بالأمر الأول مع حصول العلم بطلب السلام على كل من مر عليه منهم، الإشارة إلى استحقاق كل منهم للتعظيم، وإن من مر على جماعة مترتبين يطلب منه السلام على كل منهم بخصوصه، "فسلمت عليه، فرد، ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح"، زاد في مسلم في رواية ثابت عن أنس: "فإذا هو قد أعطى شطر الحسن، أي: الذي أوتيه نبينا -صلى الله عليه وسلم-، كما

الصفحة 32