كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
"ثم فرضت علي الصلاة، خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع".
__________
وفي حديث أبي هريرة عند ابن عائذ بعد ذكر إبراهيم: "ثم انلطقنا فإذا نحن بثلاثة آنية مغطاة، فقال لي جبريل: يا محمد ألا تشرب مما سقاك ربك، فتناولت أحدها فإذا هو عسل، فشربت منه قليلًا، ثم تناولت الآخرن فإذا هو لبن، فشربت منه حتى رويت، فقال: ألا تشرب من الثالث؟، قلت: قد رويت، قال: وفقك الله".
وفي رواية البزار: أن الثالث كان خمرًا، لكن وقع عنده أن ذلك كان ببيت المقدس، وأن الأول كان ماء، ولم يذكر العسل، ويأتي مزيد لذلك في كلام المصنف.
"ثم فرضت" بالبناء للمفعول "علي الصلاة" بالإفراد، وفي رواية: "الصلوات بالجمع"، "خمسين صلاة كل يوم"،أي: وليلة، وللنسائي عن أنس: "وأتيت سدرة المنتهى، فغشيتني ضبابة، فخررت ساجدًا، فقيل لي: إني يوم خلقت السموات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، فقم بها أنت وأمتك، قال -صلى الله عليه وسلم-: "فرجعت".
وفي حديث أنس عند ابن أبي حاتم، فمر علي إبراهيم، فلم يقل شيئًا، "فمررت على موسى"، زاد في حديث أبي سعيد: ونعم الصاحب كان لكم، "فقال: بما" ولأبي ذر: بم، "أمرت" بضم الهمزة مبني للمفعول، وفغي حديث أنس عند النسائي وغيره: ما فرض ربك عليك وعلى أمتك، "قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم"، ولمسلم عن ثابت عن أنس قال: "فرض علي وعلى أمتي خمسين صلاة كل يوم وليلة".
"قال" موسى: "إن أمتك لا تستطيع" أن تصلي، "خمسين صلاة كل يوم" وليلة "وإني والله قد جربت".
وفي رواية: خبرت "الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة"، مثل المزاولة، يعني مارستهم ولقيت الشدة فيما أردت منهم.
وفي رواية النسائي: فإنه فرض على بني إسرائيل صلاتان، فما قاموا بها.
وفي الصحيحين من رواية شريك عن أنس: وبلوت بني إسرائيل، وعالجتهم أشد المعالجة على أدنى من هذا، فضعفوا وتركوه، وأمتك أضعف أجسادًا، وأبدانا وأبصارًا وأسماعًا، فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل يستشيسره فأشار إليه جبريل أن نعم إن شئت، "فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت، فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله:" إن أمتك لا