كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

"عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، فقال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضى وأسلم.
قال: فلما جاوزت ناداني مناد: أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي".
__________
تستطيع إلى آخره. " فرجعت فوضع عني عشرًا" من الأربعين، "فرجعت إلى موسى"، فأخبرته، "فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا" من الثلاثين "فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات"، بالإضافة.
وفي رواية بتنوين عشر، "كل يوم" وليلة، "فرجعت إلى موسى، فقال مثله: فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم"، كما في لفظ الحديث، أي: وليلة، "فرجعت إلى موسى، فقال: بم"؟ "بلا ألف" رواية أبي ذر، ولغيره بما، بألف بعد الميم، "أمرت؟، قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك".
وفي رواية: فسله، والأصل فسأله؛ لأنه أمر من السؤال، فنقلت حركة الهمزة إلى السين، فحذفت تخفيفًا، واستغنى عن همزة الوصل فحذفت، "قال" -صلى الله عليه وسلم- لموسى: "سألت ربي حتى استحييت، ولكني" رواية أبي ذر عن الكشميهني وغيره، ولكن "أرضى وأسلم".
"قال" الحافظ: فيه حذف وتقدير الكلام، سألت ربي حتى استحييت، فلا أرجع، فإني إن رجعت صرت غير راض ولا مسلم، ولكني أرضى وأسلم، "فلما جاوزت ناداني مناد: أمضيت فريضتني، وخففت عن عبادي". قال الحافظ: هذا من أقوى ما استدل به على أنه تعالى كلم نبيه محمدًا ليلة الإسراء بلا واسطة.
وفي رواية النسائي عن أنس: "فخمس بخمسين، فقم بها أنت وأمتك، فعرفت أنها عزمة من الله، فرجعت إلى موسى، فقال: ارجع، فلم أرجع".
وفي الصحيح من طريق شريك عن أنس، فقال: "اهبط باسم الله"، قال المصنف، أي: قال جبريل لا موسى، وإن كان ظاهر السياق.
"وفي رواية له"، أي: للبخاري، وكذا مسلم، كلاهما من حديث أنس عن أبي ذر: أن

الصفحة 39