كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

وفي رواية له: "ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا، فأفرغه في صدري ثم أطبقه".
وفي رواية شريك: فحشى به صدره ولغاديده وهي بلام مفتوحة وغين معجمة، أي عروق حلقه، وفي النهاية: جمع لغدودة: وهي لحمة مشرفة عند اللهاة.
والشك في قوله: وربما قال في الحجر من قتادة، كما بينه أحمد بن عفان، ولفظه: "بينما أنا نائم في الحطيم، وربما قال قتادة: في الحجر والمراد بالحطيم هنا: الحجر".
__________
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل، "ففرج" بفتحان، أي: شق "صدري".
وفي رواية: عن صدري، بزيادة عن لمجرد التأكيد، أو فرج مضمن معنى كشف، والمراد بالصدر القلب، أي: كشف عن قلبي ما منع الوصول إليه، وذلك بشق الصدر، "ثم غسله بماء زمزم"، قال ابن أبي جمرة: إنما لم يغسل بماء الجنة، لما اجتمع في زمزم من كون أصل مائها من الجنة، ثم استقر في الأرض، فأريد بذلك برقاء بركة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأرض، وقال السهيلي: لما كانت زمزم حفرة جبريل روح القدس لأم إسماعيل جده ناسب أن يغسل بها عند دخوله حضرة القدس لمناجاته، "ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانًا، فأغرفعه في صدري، ثم أطبقه"، أي: الصدر الشريف.
وفي رواية مسلم: "فاستخرج قلبي، فغسل بماء زمزم، ثم أعيد مكانه، ثم حشي إيمانًا وحكمة".
"وفي رواية شريك" بن أبي نمر عن أنس عند الشيخين، "فحشى به صدره ولغاديده وهي"، أي: هذه اللفظة "بلام مفتوحة وغين معجمة، أي: عروق حلقه".
"وفي النهاية" لابن الأثير: "جمع لغدودة، وهي لحمة مشرفة عند اللهاة والشك في قوله، وربما قال في الحجر" كائن "من قتادة، كما بينه" الإمام "أحمد" في روايته هذا الحديث، "عن عفان" بتشديد الفاء" ابن مسلم بن عبد الله الباهلي، البصري، ثقة، ثبت روي له الجميع، مات في سنة تسع عشرة ومائتين، "ولفظه: "بينما أنا نائم في الحطيم، وربما قال قتادة في الحجر"، أي: أنه كان يحدث به تارة، فيقول: في الحطيم، وتارة يقول: في الحجر، لشكه في خصوص اللفظ الذي سمعه من أنس، وإن كان المعنى واحدًا كما قال، "والمرد بالحطيم هنا الحجر،" زاد الحافظ، وأبعد من قال: المراد به ما بين الركن والمقام، أو بين زمزم والحجر،

الصفحة 40