كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

ووقع عند البخاري في أول بدء الخلق بلفظ: "بينما أنا عند البيت" وهو أعم.
وفي رواية الزهري عن أنس عن أبي ذر: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة".
وفي رواية الواقدي بأسانيده: "أنه أسري به من شعب أبي طالب".
وفي حديث أم هانئ -عند الطبراني- أنه بات في بيتها، قالت: ففقدته من الليل، فقال: "إن جبريل أتاني".
والجمع بين هذه الأقوال -كما في فتح الباري- أنه بات في بيت أم هانئ، وبيتها عند شعب أبي طالب، ففرج سقف بيته، وأضاف البيت إليه؛ لأنه كان يسكنه فنزل منزله الملك، فنزل منه الملك فأخرجه من البيت إلى المسجد، فكان به مضطجعا وبه أثر النعاس، ثم أخرجه الملك فأخرجه من المسجد إلى باب
__________
وهو وإن كان مختلفًا في الحطيم، هل هو الحجر أم لا؟، لكن المراد هنا البقعة التي وقع ذلك فيها، ومعلوم أنها لم تتعدد؛ لأن القصة متحدة لاتحاد مخرجها.
"ووقع عند البخاري في أول بدء الخلق" أولية نسبة، إذ هو في باب ذكر الملائكة بعد خمسة أبواب من كتاب بدء الخلق من طريق قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة أيضًا، "بلفظ: "بينا"،بإسقاط ما المذكورة في باب المعراج، "أنا عند البيت، وهو أعم" من قوله: في الحطيم، وربما قال: في الحجر، أي: أنه محتمل لهما، ولمحل آخر من المسجد بقرب البيت.
"وفي رواية الزهري عن أنس، عن أبي ذر،" عند البخاري ومسلم: "فرج" بضم الفاء وكسر الراء أي: فتح، "سقف بيتي وأنا بمكة" جملة حالية إسمية.
"وفي رواية الواقدي بأسانيده، أنه أسري به من شعب أبي طالب" بكسر الشين المعجمة.
"وفي حديث أم هانئ" فاخته، أو هند، أو عاتكة شقيقة علي، لها أحاديث في الكتب الستة وغيرها، "عند الطبراني؛ أنه بات في بيتها، قالت: ففقدته من الليل،" فسألته لما رجع ذهب إلى أي: محل في الوقت الذي فقدته فيه، "فقال: إن جبريل أتاني"، فذكر الحديث ...
"والجمع بين هذه الأقوال،" أي: الروايات، "كما في فتح الباري، أنه بات في بيت أم هانئ، وبيتها عند شعب أبي طالب" أبيها، "ففرج سقف بيته، وأضاف البيت إليه"، في رواية أبي ذر: "لأنه كان يسكنه، فنزل منزلة الملك:" والإضافة تكون بأدنى ملابسة؛ ولأن البيت ينسب لساكنه، "فنزل منه الملك" جبريل، "فأخرجه من البيت إلى المسجد" الحرام، "فكان به مضطجعًا، به وأثر النعاس" فلذا قال: "أنا نائم في الحطيم، مضطعجًا"، "ثم أخرجه

الصفحة 41