كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
الاعتذار، ويؤخذ من هذا: أن مقام نبينا عليه الصلاة والسلام بالنسبة إلى مقام موصى عليه الصلاة والسلام مقام المراد بالنسبة إلى مقام المريد، ويحتمل أن يكون توطئة وتميهدًا لكونه فرج عن صدره، فأراه الملك بإفراجه عن السقف ثم التئام السقف على الفور كيفية ما يصنع به، وقرب له الأمر في نفسه بالمثال المشاهد في بيته، لطفًا في حقه عليه الصلاة والسلام وتثبيتًا لصبره، والله أعلم بحقيقة السر.
وقوله: مضطجعًا، زاد في بدء الخلق بين النائم واليقظان.
وهو محمول على ابتداء الحال، ثم لما خرج به إلى باب المسجد فأركبه البراق، استمر في يقظته.
وأما ما وقع في رواية شريك عنده أيضًا فلما استيقظت فإن قلنا بالتعدد فلا إشكال، وإلا حمل على أن المراد استيقظت: أفقت: يعني أنه أفاق مما كان فيه
__________
عنه ألم الاعتذار" الذي اعتذر به موسى، أنه إنما استاك لإنكار رائحة فمه، "ويؤخذ من هذا أن مقام نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالنسبة إلى مقام موسى عليه الصلاة والسلام مقام المراد" حيث طلب للمناجاة بلا سؤال، "بالنسبة إلى مقام المريد" بقوله: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْك} [الأعراف: 143] ، "ويحتمل أن يكون توطئة وتمهيد لكونه فرج عن صدره، فأراه الملك بإفراجه عن السقف، ثم التئام السقف على الفور كيفية" أي: صفة "ما يصنع به، وقرب له الأمر في نفسه بالمثال المشاهد في بيته لطفًا في حقه عليه السلام وتثبيتا لبصره" وفي الفتح قيل: الحكمة في نزوله عليه من السقف الإشارة إلى المبالغة في مفاجآته بذلك، والتنبيه على أن المراد منه أن يعرج به إلى جهة العلو، "والله أعلم بحقيقة السر" في ذلك، "وقوله: مضطجعًا، زاد" البخاري "في بدء الخلق بين النائم واليقظان"، أي: أن نومه قريب من اليقظة، "وهو محمول على ابتداء الحال، ثم لما خرج به إلى باب المسجد، فأركبه البراق استمر في يقظته" التي لا يخالطها نوم.
وفي نسخة: لما أخرج به بزيادة الباء في المفعول، والأصل أخرجه فهو مبني للفاعل، "وأما ما وقع في رواية شريك عنده،" أي: البخاري أيضًا" في كتاب التوحيد في آخر الحديث، "فلما استقظت" لفظ الحديث في الصحيح: واستيقظ وهو بالمسجد الحرام، "فإن قلنا بالتعديد" للمعاريج، "فلا إشكال"؛ لأنه معراج آخر في النوم، "وإلا حمل على أن المراد استيقظت أفقت، يعني أنه أفاق مما كان فيه من شغل البال بمشاهدة الملكوت"، باطن