كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
يرى قلبه وتنام عليه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فلم يكلموه حتى احتملوه ...
وقد أنكر الخطابي قوله: قبل أن يوحى إليه ولذلك قال القاضي عياض والنووي، وعبارة النووي: وقع في رواية شريك -يعني هذه- أوهام أنكرها العلماء، أحدها قوله: قبل أن يوحى إليه وهو غلط لم يوافق عليه، وأجمع العلماء على أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء، قبل الوحي. انتهى، فقد صرح هؤلاء بأن شريكًا تفرد بذلك.
لكن قال الحافظ ابن حجر: في دعوى التفرد نظر، وافقه كثير بن خينس -بالمعجمة ونون مصغرًا- عن أنس، كما أخرجه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في كتاب المغازي له من طريقه. قال: ولم يقع التعيين بين المجيئين،
__________
المحذوف، وكذا خبر كان، وهذا شرح من المصنف لقوله، وكانت تلك الليلة، "فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى" هي ثالثة على ما يفيده رواية ابن مردويه عن أنس بلفظ: حتى أتوه ليلة أخرى، فقال الأول: هو هو، فقال الأوسط: نعم، وقال الآخر: خذوا سيد القوم: فرجعوا عنه، حتى إذا كانت الليلة الثالثة رآهم، فقال الأول: هو، فقال الأوسط: نعم، وقال الآخر: خذوا سيد القوم الأوسط بين الرجلين، فاحتملوه حتى جاءوا به زمزم، فاستلقوه عن ظهره، وكان مجيء الملائكة له، "فيما يرى قلبه وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم،" الثابت في الروايات أنه كان يقظة، فإن قلنا بالتعدد فلا إشكال، وإلا حمل على أنه كان في طرفي القصة نائمًا، وليس في ذلك ما يدل على كونه نائمًا في كلها، "فلم يكلموه" -صلى الله عليه وسلم- "حتى احتملوه،" فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل، كما في نفس حديث شريك.
"وقد أنكر الخطابي قوله قبل أن يوحى إليه، ولذلك قال القاضي عياض، والنووي"، وابن حزم وعبد الحق، "وعبارة النووي: وقع في رواية شريك، يعني هذه أوهام،" أزيد من عشرة، فصلها الافظ، وأجاب عن بعضها، "أنكرها العلماء أحدها" مبتدأ خبره "قوله: قبل أن يوحى إليه، وهو غلط" من شر يك، "لم يوافق عليه، وأجمع العلماء على أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء"، فكيف يكون الإسراء "قبل الوحي. انتهى" كلام النووي.
"فقد صرح هؤلاء" الخطابي ومن بعده، "بأن شريكًا تفرد بذلك، لكن قال الحافظ ابن حجر في دعوى التفرد نظر، فقد وافقه كثير من خنيس "بالمعجمة ونون مصغرًا" عن أنس كما أخرجه سعيد بن يحيى بن سعيد" بن أبان بن سعيد بن العاصي، "الأموي" أبو عثمان