كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
فقال: أيهم؟ وكانت قريش تنام حول الكعبة، فقال: أمرنا بسيدهم، ثم ذهبا، ثم جاؤه وهم ثلاثة نفر، وفي رواية مسلم: سمعت قائلًا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين، فأتيت فانطلق بي، والمراد بالرجلين: حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- نائمًا بينهما.
وقوله: "فقد" بالقاف والدال الثقيلة وفي رواية فشق.
"من ثغره" بضم المثلة وسكونة الغين المعجمة بعدها، راء الموضع المنخفض الذي بين الترقوتين.
إلى شعرته بكسر الشين المعجمة، أي شعر العانة الشريفة، وفي رواية مسلم: إلى أسفل البطن.
__________
نعم، فإنه ظاهر في أن المعراج كان بعد البعثة"، ولفظه: ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فضرب بابا من أبوابها، فناداه أهل السماء من هذا؟، فقال: جبريل قالوا: ومن معك؟، قال: محمد، قال وقد بعث؟، قال: نعم.
"ووقع في رواية ميمون بين سياه" بكسر السين المهملة وخفة التحتية، البصري، أبي بجر التابعي، صدوق، عابد، يخطئ، روى له البخاري والنسائي "عند الطبراني، فأتاه جبريل وميكائيل، فقالا:" المطلوب "أيهم؟،" أي: الثلاثة حمزة، وجعفر والمصطفى، "وكانت قريش تنام حول الكعبة، فقال": الملك الآخر الذي لم يسم، "أمرنا بسيدهم، ثم ذهبا، ثم جاؤه وهم ثلاثة نفر،" كما جاؤه أولًا، وكون هذا يقتضي أن الجائين جاؤه أولًا اثنان فقط، ليس بمراد؛ لأن الثالث لم يسم كما مر.
"وفي رواية مسلم" من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس، "سمعت قائلًا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين، فأتيت، فانطلب بي، والمراد بالرجلين حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- نائمًا بينهما"، من مزيد تواضعه، وأجيب أيضًا؛ بأن المراد قبل أن يوحى إليه في شأن الصلاة، ومنهم من أجراه على ظاهره، ملتزمًا أن الإسراء كان مرتين قبل النبوة وبعدها، حكاه في المصابيح.
"وقوله: فقد -بالقاف والدال الثقيلة- وفي رواية: فشق" وأخرى فرج والمعنى واحد، "من ثغرة": نحره، "بضم المثلثة وسكون الغين المعجمة بعدها راء" الموضع المنخفض الذي بين الرقوتين" تثنية ترقوة، بزنة فعلوة بفتح الفاء وضم اللام، وهي العظم الذي بين ثغره النحر والعاتق من الجانبين، والجمع التراقي.
قال بعضهم: ولا تكون الترقوة لشيء من الحيوان إلا للإنسان، خاصة "إلى شعرته