كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
وفي رواية البخاري: إلى مراق البطن.
وفي رواية شريك: فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته -بفتح اللام وتشديد الموحدة- وهو موضع القلادة من الصدر.
وقد أنكر القاضي عياض في "الشفاء" وقوع شق صدره الشريف ليلة الإسراء، وقال: إنما كان وهو صبي قبل الوحي في بني سعد.
ولا إنكار في ذلك -كما قاله الحافظ أبو الفضل العسقلاني رحمه الله- فقد تواترت الروايات به، وثبت شق الصدر أيضًا عند البعثة، كما أخرجه أبو نعيم
__________
"بكسر الشين المعجمة، أي: شعر العانة الشريفة،" أي: الشعر النابت عليها، من إضافة اسم الحال للمحل.
قال الأزهري: وجماعة العانة منبت الشعر فوق قبل المرأة، وذكر الرجل والشعر النابت عليها يقال له: الإسب بكسر الهمزة، وسكون المهملة وموحدة، وقال الجوهري: هي شعر الركب بالتحري: أي: فتح الراء والكاف، منبت العانة للمرأة خاصة عند الخليل، وللرجل أيضًا عند الفراء.
وقال ابن السكيت وابن الأعرابي: استعان واستحد حد عانته، وعلى هذا فالعانة الشعر النابت، وذكر الكرماني؛ أنه وقع في رواية إلى ثنته، بضم المثلثة وتشديد النون، أي: ما بين السرة والعانة.
"وفي رواية مسلم إلى أسفل البطن، وفي رواية البخاري" في بدء الخلق "إلى مراق" بفتح الميم وخفة الراء فألف فقاف ثقيلة، وأصله مرافق بقافين، فأدغمت الأولى في الثانية، أي: ما سفل من بطنه ورق من جلده.
"وفي رواية شريك" عن أنس، "فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته" حتى فرغ من صدره وجوفه "بفتح اللام وتشديد الموحدة -وهو موضوع القلادة من الصدره" وفيه تنحر الإبل، "وقد أنكر القاضي عياض في الشفاء"، وسبقه إلى الإنكار ابن حزم "وقوع شق صدره الشريف ليلة الإسراء، وقال: إنما كان وهو صبي، وقبل الوحي" يعني "في بني سعد" بن بكر، وهو عند مرضعته حليمة، وادعى ابن حزم وعياض؛ أن ذلك من تخليط شريك.
قال الحافظ العراقي: وليس كذلك، فقد ثبت في الصحيحين من غير طريق شريك، وقال في المفهم: لا يلتفت لإنكاره؛ لأن رواته ثقات مشاهير، "ولا إنكار في ذلك كما قاله الحافظ أبو الفضل" أحمد بن حجر "العسقلاني رحمه الله" في الفتح، "فقد تواترت الروايات به"، فقد