كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
التي أخبر بها -صلى الله عليه وسلم- فيكون الجمع بينهما أن يقال: ما قاله المتكلمون حق؛ لأنه الصادر عن الجواهر وهو الذي يدرك بالعقل، والحقيقة ما ذكره عليه الصلاة والسلام في الحديث.
ولهذا نظائر كثيرة بين المتكلمين وآثار النبوة، ويقع الجمع بينهما على الأسلوب الذي قررناه وما أشبهه، ثم مثل بمجيء الموت في هيئة كبش أملح، ثم بالأذكار والتلاوة، ثم قال: لأن ما ظهر منها هنا معان، وتوجد يوم القيامة جواهر محسوسات؛ لأنها توزن، ولا يوزن في الميزان إلا جواهر.
قال: وفي ذلك دليل لأهل الصوفية وأصحاب المعاملات والتحقيق القائلين بأنهم يرون قلوبهم وقلوب إخوانهم، وإيمانهم وإيمان إخوانهم بأعين بصائرهم جواهر
__________
إلى هذه الحقيقة التي أخبر بها عليه السلام، فيكون الجمع بينهما أن يقال ما قاله المتكلمون حق؛ لأنه الصادر عن الجواهر، وهو الذي يدرك بالعقل والحقيقة ما ذكره عليه الصلاة والسلام في الحديث" المفيد، أنها جواهر محسوسات؛ لأنه شاهدها، والتمكلمون لم يشاهدوها، فوقفوا على ما أدركته عقولهم، "ولهذا نظائر كثيرة" واقعة "بين المتكلمين، و" ناشئة عن "آثار النبوة"، بأن تكلم بها الأنبياء، أو أخذت مما جاء عنهم، "ويقع الجمع بينهما على الأسلوب الذي قررناه وما أشبهه" فيحمل كل من الكلامين المتخالفين على وجه لا يخرج عن قواعد الشرع، "ثم مثل" ابن أبي جمرة للنظائر، "بمجيء الموت في هيئة"، أي: صورة "كبش أملح، ثم" مثل "بالأذكار والتلاوة، ثم قال: لأن ما ظهر منها هنا" في دار الدنيا "معان، وتوجد يوم القيامة جواهر محسوسات؛ لأنها توزن، ولا يوزن في الميزان إلا جواهر"، لاستحالة وزن المعاني، "قال: وفي ذلك دليل لأهل الصوفة"، واحدة الصوف، أي: القطعة منه، وهم السادة الصوفية، سموا بذلك للبسهم الصوف، أو لصفاء قلوبهم، أو لغير ذلك مما هو معلوم، "وأصحاب المعاملات"، وهي عند الطائفة توجه النفس الإنساني إلى باطنها الذي هو الروح الروحاني والسر الرباني، واستمدادها منهما ما يزل به الحجب عنها، فيحصل لها قبول المراد في إزالة كل حجاب، ومنازل هذه المعاملات عشرًا: الرعاية، والمراقبة، والحرمة، والإخلاص، والتهذيب، والاستقامة، والتوكل، والتفويض، والثقة، والتسليم، سميت هذه المنازل بالمعاملات؛ لأن العبد لا تصلح له المعاملة للحق حتى يتحقق بهذه المقامات، كما في اللطائف، وقول شيخنا: هم الذين يعاملون الله تعالى بالتمادي في