كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

خطوة واحدة، قال: فعلى هذا يكون قطع من الأرض إلى السماء في خطوة واحدة؛ لأن بصر الذي في الأرض يقع على السماء، فبلغ أعلى السماوات في سبع خطوات. انتهى.
وفي حديث ابن مسعود عد أبي يعلى والبزار -كما أفاده في الفتح-: "إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه".
وفي رواية لابن سعد عن الواقدي بأسانيده: "له جناحان"، قال الحافظ ابن حجر: ولم أرها لغيره.
__________
فالطرف بمعنى البصر، فقوله: أقصى طرفه، في المكن الذي هو غاية منتهى ما يصل إليه بصره.
"وقال ابن المنير: يقطع ما انتهى إليه بصره في خطوة واحدة، قال: فعلى هذا يكون قطع من الأرض إلى السماء في خطوة واحدة؛ لأن بصر الذي في الأرض يقع على السماء، فبلغ أعلى السموات في سبع خطوات"، أخبار عما وصف به في حالة عروجه؛ لأنه يرى كل سماء، وهو فيما دونها. "انتهى" كلام ابن المنير، وهو مبني على أنه عرج به على البراق أخذا بظاهر الحديث، والصحيح خلافه.
"وفي حديث ابن مسعود عند أبي يعلى والبزار، كما أفاده في التح ما لفظه: "إذا أتى"، بمعنى أقبل، "على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه"، فلا مشقة على راكبه في صعود ولا هبوط.
"وفي رواية لابن سعد" محمد، "عن الواقدي" محمد بن عمر بن واقد، "بأسانيده: له جناحان".
"قال الحافظ ابن حجر: ولم أرها لغيره"، وهو عجب مع قول الشامي قوله: "له جناحان في فخذيه يحفز بهما"، رواه ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن البصري مرسلًا، ورواه ابن سعد من طريق الواقدي، وابن عساكر من حديث جماعة من الصحابة، ويحفز بفتح التحتية وسكون المهملة وكسر الفاء فزاي: يحث بهما رجليه على سرعة السير.
قال ابن الأثير: الحفز الحث والإعجال، ولعل سر كونهما في فخذيه لثقل مؤخر الدابة، أو؛ لأن ذلك جار على هذا الأمر في خرق العادة، أو؛ لأنهما لو كانا في جنبيه على العادة لكانا تحت فخذي الراكب، أو فوقهما، ويحصل له مشقة بضمهما ونشرهما خصوصًا مع السرعة العظيمة انتهى.

الصفحة 75