كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
وعند الثعلبي -بسند ضعيف- عن ابن عباس في صفة البراق: له خد كخد إنسان وعرف كعرف الفرس، وقوائم كالإبل، وأظلاف وذنب كالبقر، وكان صدره ياقوتة حمراء.
وفي رواية أبي سعد في "شرف المصطفى"، فكان الذي أمسك بركابه جبريل، وبزمام البراق ميكائيل.
وفي رواية معمر عن قتادة عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به مسرجًا ملجمًا، فاستصعب عليه، فقال له جبريل: ما حملك على هذا، ما
__________
"وعند الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس في صفة البراق له خد كخد إنسان، وعرف" "بضم المهملة وإسكان الراء وقد تضم وبالفاء" "كعرف الفرس"، وهو شعره النابت في محدب رقبته، "وقوائم كالإبل"، أي: كقوائمها، "وأظلاف": بمعجمة: جمع ظلف بالكسر، للبقرة والشاة بمنزلة القدم لنا، "وذنب كالبقر" عائد لهما، أي: لها أظلاف كالبقر وذنب كالبقر، "وكان صدره ياقوتة حمراء" تشبيه بليغ، أي: كياقوتة لا أن ذاته ياقوتة بالفعل، هذا إن قرئ كان بالفعل، فإن قرئ بالتشديد والهمز، فهو تشبيه حقيقي، لكن ظاهر السياق الأول.
"وفي رواية أبي سعد" هكذا في نسخة صحيحة بأداة الكنية وإسكان العين، واسمه عبد الرحمن بن الحسن الأصفهاني، النيسابوري، الحافظ المشهور، الثقة، المتوفى سنة سبع وثلاثمائة، وقد وصفه الذهي في تاريخه الحافظ، وأغفله من طبقات الحفاظ، والسهيلي يكنيه أبا سعيد بالياء، ورده مغلطاي بأنه إنما هو سعد بسكون العين، ويقع في نسخ ابن سعد، وهي خطأ لقوله: "في شرف المصطفى"، إذ هذا الكتاب إنما هو لأبي سعد عبد الرحمن، لا لابن سعد محمد، والذي في التفح وغيره أبي سعد، "فكان الذي أمسك بركابه جبريل، وبزمام": بكسر الزاي مقود "البراق ميكائيل"، ولا ينافي ذلك أن جبريل كان راكبًا معه كما يأتي؛ لأنه أمسك ركابه حتى ركب، فركب أمامه.
نعم يعارضه رواية: وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، رواه سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه، فإنه ظاهر في عدم الركوب، إلا أن يكون ذلك إخبارًا عن مبدأ سيره، ثم ركب جبريل قدامه رفقًا به، والعلم لله.
"وفي رواية معمر عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى بالبراق ليلة أسري به مسرجًا ملجمًا" حالان من البراق، "فاستصعب عليه"، أي: عسر وامتنع، "فقال له جبريل: ما حملك على هذا"؟، يعني أي: شيء أغراك بهذا، أي: ما منعك من الانقياد له، مع أنه أعظم من يستحق غاية التعيظم؛ لأنه "ما ركبك خلق"، أي: مخلوق، "أكرم على الله منه"، بل هو