كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)
ركبك خلق أكرم على الله منه، قال: فارفض عرقًا، أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب وصححه ابن حبان.
وذكر ابن إسحاق عن قتادة: أنه لما شمس وضع جبريل -عليه السلام- يده على معرفته وقال: أما تستحيي وذكر نحوه، لكنه مرسل؛ لأنه لم يذكر أنسا.
وفي رواية وثيمة عند ابن إسحاق: "نعست حتى لصقت بالأرض فاستويت عليها".
في رواية للنسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس نحوه موصولًا، وزاد: وكانت تسخر للأنبياء قبله، ونحوه في حديث أبي سعيد الخدري عند ابن إسحاق.
__________
أكرم من ركبك على مفاد النفي عرفًا، وإن صدق لغة بالمساواة، "قال: فارفض" سال وجرى، "عرقا" منصوب على التمييز من الفاعل، ولهذا ورد مخففًا، والمعنى خجل من الاستصعاب وعرق من خجل العتاب، قاله في الآيات الباهرة، "أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب، وصححه ابن حبان" من حديث أنس، وأخرجه أبو داود، والطبراني والبيهقي، وصححه من حديث شداد بن أوس.
"وذكر ابن إسحاق" حيث قال: حدثت "عن قتادة؛ أنه لما شمس" بفتح المعجمة والميم فسين مهملة، أي: منع ظهره من ركوبه بامتناعه، "وضع جبريل عليه السلام يده على معرفته": بفتح فسكون ففتح موضع نبات العرف، أي: الشعر النابت على عنقه، "وقوال: أما تستحيي" وذكره نحوه"، فقال: "أما تستحيي يا براق مما تصنع، فوالله ما ركبكك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه، فاستحيا حتى ارفض عرقًا، ثم قر حتى ركبته"، "لكنه مرسل؛ لأنه لم يذكر أنسا"، إنما قال قتادة: حدثت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لما دنوت منه لأركبه شمس فذكره.
"وفي رواية وثيمة" بمثلثة وتحتية وميم "عند ابن إسحاق: نعست" الدابة، كذا في النسخ، وهو تصحيف فالذي في الفتح وغيره، فارتعشت "حتى لصقت بالأرض، فاستويت عليها".
"وفي رواية للنسائي وابن مردويه" بفتح الميم ويكسر، كما مر "من طريق يزيد" بتحتية فزاي، "ابن أبي مالك" عبد الرحمن الهمداني بالسكون، الدمشقي، القاضي، صدوق ربما وهم، مات سنة ثلاثين ومائة أو بعدها، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه "عن أنس نحوه موصولًا، وزاد وكانت تسخر للأنبيء قبله ونحوه في حديث أبي سعيد الخدري عند ابن إسحاق"