كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

وفيه دلالة على أن البراق كان معدًا لركوب الأنبياء، خلاف لمن نفى ذلك، كابن دحية، وأول قول جبريل: "فما ركبك أكرم على الله منه" أي: ما ركبك أحد قط، فكيف يركبك أكرم منه؟ فيكون مثل قول امرئ القيس:
على لاحب لا يهتدي لمناره
فيفهم أن له منارًا لا يهتدي له، وليس المراد: إلا أنه لا منار له البتة، فتأمله.
وقد جزم السهيلي بأن البراق إنما استصعب عليها لبعد عهد ركوب الأنبياء قبله.
قال النووي: قال صاحب مختصر العين، وتبعه صاحب التحرير: كان الأنبياء يركبون البراق، قال: وهذا يحتاج إلى نقل صحيح، انتهى وقد تقدم النقل بذلك.
قال في الفتح: ويؤيده ظاهر قوله: فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء.
__________
محمد صاحب السيرة، "وفيه دلالة على أن البراق كان معدًا لركوب الأنبياء خلافًا لمن نفى ذلك كابن دحية، وأول قول جبريل: فما ركبك أكرم على الله منه، أي: ما ركبك أحد قط، فكيف يركبك أكرم منه"، فيكون من نفي الموصوف، فينتفي ذلك الوصف بانتفائه، وهي طريقة معلومة خرجوا عليها قوله تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273] ، أي: لا سؤال، فلا إلحاق، ولم يرد إثبات السؤال، ونفي الإلحاف بدليل يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، إذ التعفف لا يجامع المسألة، وقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] : لا شافع، فلا شفاعة بغير عمد ترونها، أي: لا عمدة، فلا رؤية، "فيكون مثل قول امرئ القيس على لاحب" بمهملة وموحدة، طريق واضح، "لا يهتدي لمناره"، أي: عمله، "فيفهم أن له منارًا لا يهتدي له، وليس المراد إلا أنه لا منار له البتة"، فالمراد نفي المنار من أصله لا إثبات منار انتفى عنه الاهتداء "فتأمله"؛ لأن شرط التخريج على هذا إذا وجد ما يدل عليه، وليس كذلك هنا، كيف "وقد جزم السهيلي؛ بأن البراق إنما استصعب عليه لبعد عهد ركوب الأنبياء قبله"، فصرح بأنه ليس خاصًا به، وهو من الحفاظ الكبار، وهو مثبت فيقدم على نفي تلميذه ابن دحية وإن وافقه ما "قال النووي: قال صاحب مختصر العين" الزبيدي، "وتبعه صاحب التحرير: كان الأنبياء يركبون البراق".
"قال" النووي متعقبًا لهما، "وهذا يحتاج إلى نقل صحيح. انتهى. وتقدم النقل بذلك قريبًا".
"قال في الفتح: ويؤيده ظاهر قوله: فربطته"، أي: شددته "بالحلقة التي تربط" بكسر

الصفحة 78