كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 8)

وفي حديث أبي هريرة -عند البزار والحاكم- أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى ببيت المقدس مع الملائكة، وأنه أتي هناك بأرواح الانبياء فأثنوا على الله، وفيه قول إبراهيم: لقد فضلكم محمد.
وفي رواية عبد الرحمن بن هاشم عن أنس: ثم بعث له آدم فمن دونه فأمهم تلك الليلة.
وفي حديث أم هانئ عند أبي يعلى: ونشر لي رهط من الأنبياء، منهم إبراهيم وموسى وعيسى.
وفي رواية أبي سملة ثم حانت الصلاة فأممتهم، أخرجه مسلم.
__________
"وفي حديث أبي هريرة عند البزار، والحاكم" والبيهقي: "أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى ببيت المقدس" قبل صعوده كما هو، سياق الحديث عند الثلاثة ولفظه: ثم صار إلى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة بيت المقدس، ثم دخل، فصلى "مع الملائكة"، ويأتي أنه صلى بالأنبياء أيضًا، "وأنه أتى هناك بأرواح الأنبياء، فأثنوا على الله -وفيه"، أي: الحديث، "قول إبراهيم"، لما أثنى نبينا على ربه، بعد ثناء الأنبياء، "لقد فضلكم محمد"، أي: زاد عليكم، وتميز بما أثنى به على ربه، قال ذلك إبراهيم إظهارًا لشرف المصطفى وفضله، وليس ضميرًا فيه عائدًا لما أثنوا به كما توهم؛ لأن ثنائهم إنما كان على الله، والمصنف، اختصر الحديث هنا، وسنذكره تامًا عن قريب.
"وفي رواية عبد الرحمن بن هاشم، عن أنس"، عند الطبراني والبيهقي، "ثم بعث له آدم"، أي: أمر بالمجيء إليه، "فمن دونه" من الأنبياء، كما في نفس حديث أنس، "فأمهم تلك الليلة"، أي: صلى بهم إمامًا.
"وفي حديث أم هانئ عند أبي يعلى، ونشر"، أي: سيق "لي رهط من" جملة "الأنبياء"، وجمعوا حولي، عبر عن ذلك بالنشر إشارة إلى كثرتهم وتفرقهم، "منهم: إبراهيم وموسى وعيسى"، أو المعنى: أخرجوا من قبورهم عبر عنه بالنشر، تشبيهًا له ببعثهم من قبورهم وسعيهم إلى المحشر وحضورهم فيه، ويحتمل أن المراد جميع الأنبياء، مأخوذ من نشر الراعي غنمه نشرًا، من باب قتل إذا بثها، ولا ينافيه لفظ رهط من الأنبياء، لجواز أن من للبيان، وسماهم رهطًا، نظرً لقلتهم بالنسبة لغيرهم من الناس، هذا وإن كان بعيدًا لكن الحامل عليه الجمع بينه وبين قوله في الحديث: قبله آدم، فمن دونه من الأنبياء.
"وفي رواية أبي سلمة" بن عبد الرحمن بن عوف اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل عن

الصفحة 94