كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 8)

صَيْفِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَابِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا. فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا. وَيُقَالُ لِبَنِي مُحَمَّدٍ هَذَا بَنُو الطَّاهِرَةِ لِمَكَانِ خَدِيجَةَ. وَكَانَ لَهُ بَقِيَّةٌ بِالْمَدِينَةِ وَعَقِبٌ فَانْقَرَضُوا. وَكَانَتْ خَدِيجَةُ تُدْعَى أُمَّ هِنْدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ خَدِيجَةَ كَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ هِنْدٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ عَنْ أَهْلِهِ قَالُوا:
سَأَلْنَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَيُّهُمَا كَانَ أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ خَدِيجَةُ. فَقَالَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ أَسَنَّ مِنْهُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. لَقَدْ حُرِّمَتْ عَلَى عَمَّتِي الصَّلاةُ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَوْلُ حَكِيمٍ حُرِّمَتِ عليها الصلاة يعني حاضت. ولكنه تكلم بما يتكلم بِهِ أَهْلُ الإِسْلامِ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي الْبُحْتُرِيِّ الْخُزَاعِيِّ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نِسَاءَ أَهْلِ مَكَّةَ احْتَفَلْنَ فِي عِيدٍ كَانَ لَهُنَّ فِي رَجَبٍ فَلَمْ يَتْرُكْنَ شَيْئًا مِنْ إِكْبَارِ ذَلِكَ الْعِيدِ إِلا أَتَيْنَهُ. فَبَيْنَا هُنَّ عُكُوفٌ عِنْدَ وَثَنٍ مُثِّلَ لَهُنَّ كَرَجُلٍ فِي هَيْئَةِ رَجُلٍ حَتَّى صَارَ مِنْهُنَّ قَرِيبًا ثُمَّ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا نِسَاءَ تيماء إنه سيكون في بلدكن نَبِيُّ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ يُبْعَثُ بِرِسَالَةِ اللَّهِ فَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَكُونَ لَهُ زَوْجًا فَلْتَفْعَلْ.
فَحَصَبَتْهُ النِّسَاءُ وَقَبَّحْنَهُ وَأَغْلَظْنَ لَهُ وَأَغَضَّتْ خديجة على قوله ولم تعرض لَهُ فِيمَا عَرَضَ فِيهِ النِّسَاءُ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ عَنْ عَمِيرَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ أُمَيَّةَ أُخْتِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ سَمِعْتُهَا تَقُولُ: كَانَتْ خَدِيجَةُ ذَاتَ شَرَفٍ وَمَالٍ كَثِيرٍ وَتِجَارَةٍ تَبْعَثُ إِلَى الشَّامِ فَيَكُونُ عِيرُهَا كَعَامَّةِ عِيرِ قُرَيْشٍ. وَكَانَتْ تَسْتَأْجِرُ الرِّجَالَ وَتَدْفَعُ الْمَالَ مُضَارَبَةً. فَلَمَّا بَلَغَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَلَيْسَ لَهُ اسْمٌ بِمَكَّةَ إِلا الأَمِينُ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ تَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَى الشَّامِ فِي تِجَارَتِهَا مَعَ غُلامِهَا مَيْسَرَةَ وَقَالَتْ: أَنَا أُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أُعْطِي قَوْمَكَ. فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَخَرَجَ إِلَى سُوقِ بُصْرَى فَبَاعَ سِلْعَتَهُ الَّتِي أَخْرَجَ وَاشْتَرَى غَيْرَهَا وَقَدِمَ بِهَا فَرَبِحَتْ ضِعْفَ مَا كَانَتْ تَرْبَحُ. فَأَضْعَفَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

الصفحة 12