كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 8)

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ وَمَنْصُورِ بْنِ أبي الأَسْوَدِ عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أبي زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: «وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ» الأحزاب: 51.
قَالَ: كُنَّ نِسَاءٌ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ لَمْ يَدْخُلْ بِهِنَّ وَلَمْ يَضْرِبْ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ. مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ مِثْلَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهُوَ الأَمْرُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فِي قَوْلِهِ: «مَا كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ» الأحزاب: 38. الآيَةَ. قَالَ: يَعْنِي يَتَزَوَّجُ مَا يَشَاءُ مِنَ النِّسَاءِ هَذَا فَرِيضَةٌ وَكَانَ مَنْ كَانَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ هَذَا سُنَّتُهُمْ. قَدْ كَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَلْفُ امْرَأَةٍ. سَبْعُ مِائَةِ مَهِيرَةٍ وَثَلاثُمِائَةِ سُرِّيَّةٍ. وَكَانَ لِدَاوُدَ مِائَةُ امْرَأَةٍ فِيهِنَّ أُمُّ سُلَيْمَانَ امْرَأَةٌ أُورِيَا تَزَوَّجَهَا دَاوُدُ بَعْدَ الْفِتْنَةِ. فَهَذَا أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ النِّسَاءِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: قَالَتْ يَهُودُ: لَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي لا يَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَلا وَاللَّهِ مَا لَهُ هِمَّةٌ إِلا النِّسَاءُ. وَحَسَدُوهُ لِكَثْرَةِ نِسَائِهِ وَعَابُوهُ بِذَلِكَ وَقَالُوا: لَوْ كَانَ نَبِيًّا مَا رَغِبَ فِي النِّسَاءِ. وَكَانَ أَشَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ. فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ وَأَخْبَرَهُمْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَسَعَتِهِ عَلَى نَبِيِّهِ فَقَالَ: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» النساء: 54. يَعْنِي بِالنَّاسِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» النساء: 54. مَا آتَى اللَّهُ سُلَيْمَانَ بن داود. ع. كَانَتْ لَهُ أَلْفُ امْرَأَةٍ. سَبْعُ مِائَةِ مَهِيرَةٍ وَثَلاثُ مِائَةِ سُرِّيَّةٍ. وَكَانَتْ لِدَاوُدَ مِائَةُ امْرَأَةٍ منهن امرأة أُورِيَا أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ النَّبِيِّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ الْفِتْنَةِ. فَهَذَا أَكْثَرُ مِمَّا لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الأحول وهشام بن حجير عن طاووس قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لأَطُوفَنَّ عَلَى سَبْعِينَ

الصفحة 163