كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 8)

الْمَاءِ عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَدْرِهِ وَذِرَاعَيْهِ. ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَقْبَلَتْ تَعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثم فَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لَهَا: يَا فَاطِمَةُ أَمَا إِنِّي مَا آلَيْتُ أَنْ أَنْكَحْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي] .
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ [أُمِّ أَيْمَنَ قَالَتْ: زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَدْخُلَ عَلَى فَاطِمَةَ حَتَّى يَجِيئَهُ. وَكَانَتِ الْيَهُودُ يُؤَخِّرُونَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِهِ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى وَقَفَ بِالْبَابِ وَسَلَّمَ. فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَقَالَ: أَثَمَّ أَخِي؟ فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَخُوكَ؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَتْ: وَكَيْفَ يَكُونُ أَخَاكَ وَقَدْ زَوَّجْتَهُ ابْنَتَكَ؟
قَالَ: هُوَ ذَاكَ يَا أُمَّ أَيْمَنَ. فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ فَغَسَلَ فِيهِ يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَنَضَحَ عَلَى صَدْرِهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ. ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ بِغَيْرِ خِمَارٍ تَعَثَّرُ فِي ثَوْبِهَا. ثُمَّ نَضَحَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَلَوْتُ أَنْ زَوَّجْتُكِ خَيْرَ أَهْلِي. وَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: وُلِّيتُ جَهَازَهَا فَكَانَ فِيمَا جَهَّزْتُهَا بِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَبَطْحَاءُ مَفْرُوشٌ فِي بَيْتِهَا] .
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا دَارِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَخْوَالُهُ الأَنْصَارُ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النِّسْوَةِ اللاتِي أَهْدَيْنَ فَاطِمَةَ إِلَى عَلِيٍّ. قَالَتْ: أُهْدِيَتْ فِي بُرْدَيْنِ مِنْ بُرُودِ الأُوَلِ عَلَيْهَا دُمْلُوجَانِ مِنْ فِضَّةٍ مُصَفَّرَانِ بِزَعْفَرَانٍ. فَدَخَلْنَا بَيْتَ عَلِيٍّ فَإِذَا إِهَابُ شَاةٍ عَلَى دُكَّانٍ وَوِسَادَةٍ فِيهَا لِيفٌ وَقِرْبَةٌ وَمُنْخُلٌ وَمِنْشَفَةٌ وَقَدَحٌ.
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ بِبُدْنٍ مِنْ حَدِيدٍ.
أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ. حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ قَالَ: [لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إلى علي قال له رَسُولُ اللَّهِ: لا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ.
فلم يلبث رسول الله أن اتبعهما فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ. فَإِذَا عَلِيٌّ مُنْتَبِذٌ مِنْهَا.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: إِنِّي قد عَلِمْتُ أَنَّكَ تَهَابُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الإِنَاءِ ثُمَّ نَضَحَ بِهِ صَدْرَهَا وَصَدْرَهُ] .
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ

الصفحة 20